كثيراً ما يعبر عن الصحافة بأنها المرآة التي تعكس لنا الحالة التي يكون عليها المجتمع، والحق يقال إن هذا التشبيه هو أروع تشبيه قيل لتقريب معنى الصحافة إلى الأذهان، وإعطاء الصورة الواضحة لهذا الضرب من ضروب النشاط الإنساني.
فالصحافة من جهة تعتبر الناقل الأمين الذي ينقل لنا واقع حال المجتمع الذي تعمل فيه، ومن جهة أخرى تعد الصحافة المقياس الذي يمكن من خلاله معرفة مقدار ما عليه ذلك المجتمع من الحرية.
في زمننا الحالي نعيش نوعاً من «التطفل» الذي يمارس على صحافتنا من خلال اناس يدعون أنهم يجيدون تقمص هذه المهنة التي لا تعترف بـ «التقمص»، بل تؤكد أهمية المهنية والسير على المبادئ الرصينة التي تضمن حيادية ووضوح وسهولة المفاهيم لتصل للقارئ كلغة «وسط» يفهمها الصغير قبل الكبير. واقعنا الصحافي في البحرين يعاني من تطفل كبير من قبل دخلاء على مهنة تسعى إلى ترسيخ مهنيتها ومبادئها لترتقي بمستوى المادة التي تقدمها لقرائها، إذ إن كلمة «صحافي» لا تطلق على كل من أجاد تنسيق الكلمات في جملة، بل على العكس فهي تطلق على من أجاد نقل الحقائق عبر كلمات في جمل لإنارة الرأي العام لتضليله عبر آراء شخصية لا يفرق فيها كاتبها بين المقال والخبر، وبين كاتب الرأي والصحافي. نشهد في الآونة الأخيرة متطفلين على مهنة عريقة اسموا أنفسهم بالصحافيين يريدون إبراز أنفسهم بشتى الطرق حتى ولو على أكتاف شرف مهنة حساسة كمهنة الصحافة، فإلى متى؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1331 - الجمعة 28 أبريل 2006م الموافق 29 ربيع الاول 1427هـ