كنت واقفا على باب مبنى إدارة التأمينات الاجتماعية بالمنطقة الدبلوماسية، وإلا برجل في النصف الثاني من الاربعينات يهمّ في مشيه لأستوقفه وكعادتي في اللواسة في مثل هذه اللحظة ومعرفة السبب وراء لهاث ذاك الرجل الهندي الجنسية الى البوابة الرئيسية للمحكمة، وأسأله «شنو فيك رفيك؟» ليقف يشرح لي قصته بالتفصيل مع رجل بحريني نهبه مبلغ ست مئة وثلاثين ديناراً وست مئة وخمسين فلسا؟!
إذ تبدأ قصته باختصار عندما أوهمه رجل بحريني بأنه يستطيع إعطاءه فيزة (رخصة عمل) لأي من أقاربه، وبعد أن تسلم المبلغ المتفق عليه من تحويشة العمر والسلف من زيد وعبيد في داخل البحرين وخارجها وبعدما باع ما باع من أملاك في الهند، وبعد أن نفد صبره من كثر تأجيل مواعيد تسليم تلك الرخصة الملعونة وعندما صار ذاك الرجل البحريني (الحرامي) يماطل ويماطل الى أن انتهت مدة الستة أشهر وهو يلاحق هذا النصاب على «ولا شي»... وبعدها هداه عقله بفكرة متأخرة جدا بأن يشتكيه في المحكمة علما بأنه لا يعرف عنه إلا لون سيارته ورقم هاتفه النقال إللي دائما «لا يمكن الاتصال به حاليا...» عموما... بياعين الفيز أو هم حراميتها إن شئنا تسميتهم هي فئات تعمل في النهار... هي سوق سوداء يصعب السيطرة عليها... تدخل فيها جميع أنواع الاسماك من حيتان وهوامير وأسماك صغيرة (علّيمية)... هم متمكنون من لعبتهم لأن أوراقهم سليمة مئة في المئة... فهل تعلمون أنها تجارة أفضل بكثير وأأمن من غسيل الاموال... وإذا ما تصدقون، شوفوا أي صاحب مكتب تخليص معاملات واستفسروا منه!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1330 - الخميس 27 أبريل 2006م الموافق 28 ربيع الاول 1427هـ