بالأمس لبيت دعوة كريمة قدمت لي من منصور الجمري لحضور حفل افتتاح (وبداية التشغيل الرسمي) لمطبعة صحيفة «الوسط»... المكان يعتبر موقعاً استراتيجياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو يقع على شارع الاستقلال... وبجانب دوار يعطي الحرية للذهاب في جميع الاتجاهات... والوجه مباشرة على الشارع الرئيسي ما يعطي قدراً كبيراً من الدعاية المجانية لصحيفة كبيرة الانتشار بين الأوساط الشعبية.
حفل افتتاح مطبعة صحيفة «الوسط» أقيم على شرف وزير التجارة والصناعة الأخ العزيز حسن فخرو... وبحضور رئيس مجلس الإدارة للصحيفة الأخ العزيز فاروق المؤيد، الذي حضر وهو آخر شياكة ووجهه يلمع من النظافة، وبعمر لا يتعدى الأربعين... ومع حضور محافظ الوسطى سلمان الزياني الذي أضفى على الحفل الرسمي الكثير من لمساته الشبابية المرحة... إضافة إلى حضور العدد الكبير من سفراء الدول الخليجية والعربية والصديقة المعتمدين لدى حكومة مملكة البحرين وعدد من مسئولي الوزارات ورجال الإعلام والصحافة البحرينية وضيوف آخرين محترمين.
طبعاً رئيس التحرير الأخ منصور الجمري كان هو دينامو الحفل بلا منازع... ولكن أيضاً كان هناك أناس آخرون لا نريد ابخاس حقهم، هم من الموظفين العاملين في صحيفة ومؤسسة «الوسط»، وهم الذين كانوا يعملون بهمة ونشاط كبيرين... الأخ مجدي ميرزا (ومع كبر حجمه) إلا أنه كان خفيف الوزن ويتحرك في جميع الاتجاهات، ويسلم على الناس بحرارة مستخدماً يده الكبيرة التي بها أكثر من ثمانية أصابع.
سكرتيرة رئيس التحرير (الله يعطيها الصحة والعافية) هي أيضاً كانت تتحرك بشكل يعطي الانطباع بأنها المنسقة الرئيسية للحفل، وعندما مررنا لمشاهدة المطبعة الضخمة كانت واقفة جانب الممر وواقف بجانبها أحد الشباب الذي يوحي هندامه وشكله وسماعة تليفونه على أنه أحد الحراس الشخصيين لرؤساء الجمهوريات... وسيم وطويل القامة ولابس بدلة آخر شياكة وواضع سماعة في إذنه ونظارة سوداء تخفي ملامحة... وينظر ذات اليمين وذات الشمال لمراقبة الخطر القادم والمرتقب.
من ضمن حفل الافتتاح كانت هناك الكثير من اللقاءات والنقاشات الجانبية، ومن ضمنها كان النقاش الرئيسي الذي دار بيني وبين المحافظ عن تغيير تسمية الشارع من اسمه الحالي إلى اسم يتناسب مع ما هو موجود عليه من مؤسسات صحافية... لأنه (تقريباً) تقع على هذا الشارع جميع المؤسسات الصحافية التي تصدر الصحف في البحرين، كما ويقع عليه المبنى الرئيسي لوزارة الإعلام، واسمه حالياً هو شارع الاستقلال وأخي المحافظ ليس لديه مانع في طرح اقتراح للجهات المختصة بتغيير الاسم بشرط ألا يمس اسم الاستقلال... وهو بدوره سيدعم هذا الاقتراح ويسنده.
استقلال وإعلام وصحافة كيف نخلطهم مع بعض ونخرج باسم جديد للشارع؟ هذه مهمة صعبة جداً، ولكن مادام المحافظ متمسكاً باسم الاستقلال خلنه نحاول... شارع استقلال صحافة الإعلام، لا أعتقد أنه اسم جيد لأنه يشير إلى استقلال الصحافة وليس استقلال مملكة البحرين عن البلد الذي استعمر بلادنا سنيناً طويلة (بريطانيا)... إعلام استقلال الصحافة، ليس بالاسم الجيد إلا إذا بدلنا حرف (الميم) في الإعلام إلى حرف (النون)... صحافة استقلال الإعلام، ومنذ متى الإعلام لدينا مستقل يا حسرة؟
لا أعتقد أن هناك اسماً من الممكن تركيبه بهذه الكلمات الثلاث ويعطي معنى مفهوماً... وحتى لو كان فقط كلمتي استقلال وصحافة فإنهما سوف لن تصلحا بأي حال من الأحوال، لأن معنى الاستقلال سيفرغ من مضمونه... لذلك فإن أحسن الحلول هي إقناع المحافظ بنقل اسم الاستقلال من محافظته إلى محافظة أخرى، ثم يطلق على هذا الشارع اسم شارع الصحافة مثلاً، أو شارع الصحافة والإعلام.
شارع الاستقلال (وبحسب وجهة نظري) من الأفضل أن يكون في منطقة أحسن من هذه المنطقة، وفي مكان يقرأه المواطن وغير المواطن، ويكون في العاصمة... ولا أعتقد أنه يوجد أحسن من الشارع الرئيسي الذي يمر على السفارة البريطانية... اسم على مسمى... شارع الاستقلال ويمر عليهم يعني الاستقلال عنهم.
هذا هو المقترح الأفضل، نحن نقدمه الآن لمحافظ الوسطى ونرجو منه أن يدعمه... أما إن قرر أن يتمسك برأيه ويحافظ على كلمة الاستقلال، فنحن نقول له مع الأسف حاولنا (وكما ترى) لم نتمكن... فإما أن تدعمنا في مطالبتنا الحالية أو ننتظر حتى يأتي محافظ آخر... شنسوي؟
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ