المشهد الأول: نحن الآن في الصباح الباكر والازدحامات بالقرب من المدارس في صورتها اليومية طيلة العام تكاد تفتك بأعصاب الجميع. ينحرف أحد السواق بعد أن ودع أطفاله من دون انتباه ليفاجئ السائق الآخر لكن من دون تصادم، يتطاير الشرر ويعلو الصراخ وتشتبك الأيدي و«عينك ما تشوف الا النور» حسب قول أخينا عادل إمام.
المشهد الثاني: «سكنير»، يمين، يسار، دوس ريس، ليتات، كانت تلك كلمات الفاحص الفني الذي بدأ يفحص احدى السيارات وخلفه طابور طويل جداً والشمس تلهب الرؤوس. عن طريق الخطأ... مرقت سيارة صغيرة تريد العبور من وسط الطابور الى الجهة الأخرى، فما كان من السائق الآخر الا أن سد الطريق بسيارته الكبيرة أمام تلك (العربانة) التي لا حول لها ولا قوة. صاحبها أيضاً لا حول له ولا قوة، لكنه شرس على ما يبدو... فخرج بقامته القصيرة وعيناه محمرتان ليوبخ (الآخر) الذي لم يساعده فصرخ: هكذا تعامل الناس من دون احترام؟ ماذا سيحدث لو أنك أعطيتني فرصة؟ ترجل الآخر ليجد صاحبنا القصير وكأنه رقم (صفر) يقف بالقرب من رقم (واحد)... ومع ذلك... «تهاوشو»!
المشهد الثالث: من حق السيدة أن تأخذ فرصتها خارج طابور البنك. لكن أخونا صاحب الثوب الأنيق والعطر النفاذ والحذاء اللامع والنظارة الثمينة لم يعجبه ذلك، فدخل في موضوع عميق عميق جداً، تبغون مساواة، مسامحة الشيخة، طابور! لم تتحدث السيدة لكن النخوة العربية دفعت احد الواقفين في الطابور للرد: يا أخي عيب عليك. اعتبرها بمثابة أختك! وبين كلمة (لماذا تتدخل) وكلمة «مو شغلك» أصاب العقال «ويل بالانس».
المشهد الرابع: فجأة، تتطاير البشوت وترتفع درجة حرارة الراديترات، وتنتفخ الوجنات وترتجف الأوصال، وتلمع فلاشات الكاميرات، وتثور الثائرة، و... «أرى رؤوساً قد أينعت»... واذا هي حال من الحالات المتكررة في مجلس النواب!
أيها المواطنون الكرام... صلوا على النبي رحم الله والديكم
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ