العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ

مؤتمر الدوحة الرابع لحوار الأديان

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

في مؤتمر الدوحة الرابع لحوار الاديان المقام حاليا في قطر، كان له نكهة تسامحية خاصة، ذات ايقاع جميل منبعث من واقع عربي مليء بالحرائق.

في الدوحة وأروقة المؤتمر تلحظ الحوارات واللقاءات بين الطوائف والاديان. حاخام يهودي يناقش مسلما: كيف نلتقي على أرضية تسامحية بعيدا عن لغة المجاملات؟، وفي الوقت ذاته يتحدث المسلم للحاخام الا تتجاوزا عقدة الهلوكوست من دون مبالغة لنفتح أفقا معرفيا لمستقبل مضيئ، يسترشد عالما افضل جمالا وأكثر أمنا ونريد فضاء معرفياً بعيدا عن التفخيخ والقتل، فالارهاب لايميز بيننا والقتلى في كل مكان في السعودية وفي اميركا، لندن، والعراق. الايسع هذا العالم الجميع وكل الاديان من مسيحية وإسلامية ويهودية؟ وهناك تحدث المسلمون مفكرين ودعاة ومثقفين عن ضرورة الحوار بين الأديان، وانه يجب أن نخرج من المؤتمرات بتوصيات تدعو الى فتح ثقب في جدار المستقبل لتشرق شمس الإنسانية على الوجود بعيدا عن نظام المصالح الضيق الذي أزّم العلائق بين البشر وبعيدا عن الدكاكين السياسية.

خرجت من المؤتمر بتصور أن في الاسلاميين وسطيين وفي اليهود والمسيحيين وسطيون يبحثون عن حوار وكذلك في السلطة العربية كما هو حاصل في قطر من مؤتمرات تدعو الى الحوار بين الأديان.

كان المؤتمر ناجحا بكل المقاييس. وعلى هامش المؤتمردار حوار بيني وبين حاخام يهودي من أميركا قال لي: انا متعجب من الخليج وهذا الانفتاح الحضاري والتواصلى مع الآخر، حتى على مستوى التغير العمراني... إلخ. قلت له: إن رياح الانفتاح الثقافي الإنساني هبّت نسماته على المنطقة وهذه خطوات إيجابية للتواصل الإنساني بين الاديان.

عميدة كلية الشريعة هي من ضمن الذين كان لهم دور في انجاح المؤتمر وجمالية الموقف يعطي صورة حقيقية ان المرأة القطرية تمتلك قدرة في انجاح وادارة مؤتمر بهذا الحجم وهو يعطي صورة أن المرأة الخليجية كما هي في البحرين وقطر وبقية دول الخليج سيكون لها دور مدني حضاري معرفي.

ما يجري في البحرين وقطر من انفتاح متميز على الحضارات الأخرى والاديان الآخر ومن دعم للمرأة لتوصيلها إلى الحياة المدنية ينبئ بمستقبل جميل للمنطقة. لقد انتهى زمن الانغلاق وجاء وقت الانفتاح المتمدن المتزن في أخذ إيجابيات الآخر. لا نريد تغريب مجتمعنا المسلم وانما نريد تفهم الآخر بما لايتنافى مع مبادئ إسلامنا العظيم.

أجمل ما في المؤتمر هو التقاء شخصيات وكوادر وعلماء كل الأديان لفتح قنوات الاتصال لتأميم المستقبل بعيدا عن التشنج والتورم والتوتر.

غصن زيتون نقدمه لكل الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية ولراعي هذا المؤتمر الجميل دولة قطر والأمل أن تشرق شمس التسامح في المنطقة كي تعيش الأجيال مستقبلا أكثر جمالا وأكثر أمنا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً