أنهى الرئيس السوداني عمر البشير أمس زيارة إلى إيران إذ بحث خلالها القضايا ذات الاهتمام المشترك وفقا للتصريحات المعلنة.و جاءت الزيارة في وقت تواجه فيه الجمهورية الإسلامية والسودان ضغوطاً كبيرة من قبل الغرب، فالأولى بسبب الملف النووي المثير للجدل، والثانية بسبب الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان في دارفور.
قبيل الزيارة حذرت أوساط سياسية البشير من الزيارة وقالت إن توقيتها غير مناسب وذلك لتجنيب البلاد الدخول في مشكلات هي في غنى عنها بما أن إيران مصنفة في «محور الشر» وفقا للرؤية الأميركية. وحذرت جهات عربية الرئيس السوداني من الزيارة أيضا وتساءلت هل سيزور البشير طهران بعمامة سودانية أم بـ «قطرة» عربية بمعنى هل سيركز البشير في زيارته على تعزيز المواقف المعروفة بالاستقلالية بين البلدين في مواجهة «الشيطان الأكبر» أم سيكتفي بالتوسط حتى تحيد طهران عن تخصيب اليورانيوم. وبما أن الرئيس السوداني ينحدر من قبيلة الجعليين المعروفة بالشجاعة المفرطة إلى درجة الحماقة (يحكى أن أحد الجعليين جاءه الإطفاء في منزله وقال له إن اتصالاً هاتفياً يفيد أن بيتك يحترق وهو ما لم يحدث. فاقسم الجعلي ثلاثا وشرع في حرق بيته حتى يقوم الإطفاء بمهمته و لا يرجع خالي الوفاض) يبدو أنه اختار الخيار الأول وهو التضامن مع إيران، والدخول في المحظور. فالرجل قبيل الزيارة حث على الاستفادة من الطاقة النووية وأطلق تصريحات نارية أن دارفور تحتوي على أكبر مخزون لليورانيوم في العالم..نعم اليورانيوم ضالة طهران! وبعد أن التقى البشير المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، أعلن الأخير استعداد إيران تصدير خبرتها النووية إلى «الدول الأخرى»، وبالتأكيد من بينها السودان بدليل وجود رئيسها إلى جواره في تلك اللحظة.
وبذلك تكون الدولتان «المنبوذتان» تحدتا المجتمع الدولي وخرقتا اتفاق منع الانتشار النووي، إذ دعا المسئولون الإيرانيون إلى مواقف مشتركة مع السودان لمواجهة ضغوطات «الاستكبار العالمي». وهكذا يبدو أن البشير، وفي خضم مشكلاته التي يشيب لها الولدان، عازم على مؤازرة إيران في أزمتها بل ومبشرا أهل دارفور بأن ثروة اليورانيوم لديهم ستجد الخبراء الذين سيستغلونها خير استغلال... فهل ستتحقق أمنياته هذه... المستقبل المنظور سيثبت ذلك أو يدحضه
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ