العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ

العراق ثم إيران... أميركا تصطاد في الخليج!

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن الغزو الأميركي لعراقنا الحبيب قد شرد الآلاف من البشر، ودُفنت أجساد بلا رؤوس، في محاولة لإزالة حضارة عريقة، وتدمير كل ما يستطيعه... بكفاءاتها ويقف العالمان الإسلامي والعربي متفرجين على هذه الهجمة الوحشية خائفين وحزينين، ومن دون كفاءة للتدخل والحماية.

وحينما تحاول دولة مثل إيران الصمود والتحدي وتقوية جهازها الأمني أو ربما اللهم «لحماية نفسها وحدودها»... فقد تواجه بعقاب لانتظار هجمة جديدة لإعطائها درساً لمجرد محاولتها هذه الوقوف والدفاع عن كرامتها وشعبها.

ولكن إيران ليست كالعراق... وهي ليست لقمة سائغة، إذ إن إيران تمتلك جيشاً قوياً ولديها من العتاد الحديث ما يمكنها من الرد على أي عدوان يطولها... عدا أن تضاريسها وعرة وجبلية قاسية، أما ولاء شعبها والتفافه حول نظامه فهو لا يقارن بتاتاً بمعارضة الشعب العراقي لنظامه الفاسد والذي لم يسمح بتداول السلطة إبان حكم صدام على غرار الحكومة الإيرانية.

وإذا ما حاولت أميركا ضرب المفاعل النووي الإيراني فستتشجع إيران على التدخل في العراق بصورة أكبر وتلقن الأميركان درساً لا ينسوه وتزيد من خسائرهم في العراق على ما هي عليه حالياً بأضعاف متزايدة.

أما إذا ما تطاولت «إسرائيل» وتحالفت مع أميركا لضربها فقد تقوم أولاً بضربها نووياً وبالعمق، وقد تستخدم حزب الله لإشعال فتيل حرب شعواء جديدة في المنطقة... كما قد تقوم بإغلاق مضيق هرمز، ما يؤثر على السوق النفطية في الشرق الأوسط، ويؤدي إلى معاناة العالم من ارتفاع أسعار الطاقة بشكل لم يحدث قبلاً.

أما في حال تفعيل ضرب المفاعل النووي، فستكون هنالك كارثة وفاجعة إنسانية وقتل عشرات الألوف من البشر في بوشهر وتشريدهم، علاوة على تغطية منطقة الخليج العربي تحديداً بالإشعاعات النووية، وبالتالي انتشار الأمراض السرطانية والمستعصية نتيجة للإشعاعات والتي قد تدمر وتصحر البيئة علاوة على ما هي عليه ولسنوات طوال مقبلة.

فهل من محاولة ذكية من حكوماتنا لإنقاذ المنطقة من الدمار الهائل القادم، والتوصل إلى الحوار والطرق السلمية لإنقاذ هذا الموقف الجائر وحماية دولنا الضحية؟! وعلينا ألا نغفل طبعاً أن الوجود العسكري الأميركي هو وصمة عار علينا، وهو جزء من مساهمتنا في تسهيل مهمة الضربات الأميركية على بلداننا يميناً وشمالاً، فمعاناتنا جزء من وجودهم غير المنطقي وغير العادل.

أما آن الأوان لترحيلهم؟ إن هذا مما لا شك فيه هو أحد الحلول كي نأمن شرورهم وبطشهم وغزواتهم لنا في كل حين، والتلكؤ لأخذ المزيد من ثرواتنا! والشيء الأكيد هو أنهم سيغربون عن شمسنا يوماً لا محالة، ولكن بعد أن تنضب مواردنا وبعد حرق ديارنا وتدميرها... وحينها سيتركوننا لنعاني ونبكي بحرقة على موقف كان يوماً بأيدينا... وكل ما كان علينا هو اتخاذ قرارٍ لم نتخذه

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1329 - الأربعاء 26 أبريل 2006م الموافق 27 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً