غريبة هي حال العلاقات بين الدول العربية التي ينبغي أن تكون في مستوى التحديات والواقع المرير التي تعيشه شعوبها التي تعاني من ويلات الاحتلال والحروب والأوضاع الاقتصادية المتردية. فبدلا من التلاحم والتعاضد والعمل بالحديث النبوي الشريف القائل «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» نجد أن أوضاع البلدان العربية الراهنة تعتريها حال البغضاء والتشاحن والدسائس وهو الأمر الذي يجعلنا فريسة للقوى الخارجية التي للأسف تدير هذه اللعبة من وراء ظهرانينا.
أبلغ مثال على هذا الوضع المزري حال الشد والجذب بين الأردن وحركة «حماس» الفلسطينية إذ تزعم السلطات في عمان أنها اعتقلت الأسبوع الماضي مجموعة من نشطاء «حماس» كانت على وشك القيام بهجمات داخل المملكة بناء على أوامر من قادة للحركة في سورية (لاحظ التداخل المقصود والمحسوب جيدا). إذ لم تكتف الأردن بتوجيه الاتهامات لحركة «المقاومة» الفلسطينية «حماس»، التي يجب أن تجد منا في هذه الأوقات كل الدعم والمساندة لمواجهة حال الحصار المضروب عليها بسبب توليها السلطة في الأراضي الفلسطينية عقب انتخابات حرة ونزيهة، بل عمدت لتوسيع دائرة الاتهام لتشمل دمشق التي تواجه هي الأخرى غضب «الأخت» أميركا.
والمعروف والمشهود له أن حركة «حماس» تعتمد نهج المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وهي تتخذ من الأراضي الفلسطينية المحتلة نطاقا شرعيا لممارسة عملياتها ولم تضرب أبدا كما أكدت أكثر من مرة خارج الحدود. فلماذا تتجاهل عمان هذه الحقيقة، ولماذا هذا التصعيد الغريب في هذا الوقت بالذات وفي حال كانت المملكة تعد لاستقبال وزير خارجية «حماس» محمود الزهار؟
تاريخ العلاقة المتوترة بين الأردن و«حماس» طويل وفي السنوات الماضية اتهمتها أكثر من مرة إما بالتخطيط لهجمات أو بمحاولة تهريب اسلحة لاستهداف «إسرائيل» من أراضيه. وابعد الأردن العام 1999 خمسة من كبار مسئولي «حماس» من ضمنهم خالد مشعل بعد اتهامهم بالقيام بنشاطات غير مشروعة في المملكة وإذا عرف السبب بطل العجب
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ