في بلد مثل البحرين، يصعب أن تجد حوادث مثيرة أو خطيرة، فالمجتمع صغير ومسالم إلى حد كبير، والحوادث التي تحدث مهما بلغت، لا يمكن مقارنتها بأي حال بالحوادث التي تحصل في بلدان كبيرة ومتعددة الثقافات في العالم. ولهذا السبب قد نستغرب أحياناً بعض الحوادث «المعتادة عالمياً»، لأنه لا تفسير واضحاً لها في مجتمع كالبحرين.
بالأمس قرأت خبراً عن شاب بحريني أقدم على الانتحار في إحدى القرى. الشاب العشريني، كان ملتزماً «دينياً» حسبما روى عنه أهل القرية، وهو متزوج ولديه بنت وزوجته حامل، كل هذا لم يمنعه من أن يقدم على قتل نفسه شنقاً في شقته التي يسكنها مع عائلته.
عادة ما تصب اللعنات على صاحب هذا التصرف، ولكن القصة وحدها تبعث على الأسى، ما الذي دفع شاباً كهذا ليقدم على الانتحار؟ الخبر يقول انه كان يعاني من مشكلات مادية، فقد أقيل من عمله أخيراً، ولم يتمكن من دفع إيجار شقته، فلم يجد إلا أن يضع حداً لحياته التي بدت له مسدودة.
«لا مبرر لليأس، والأمل موجود دوماً»، ربما لم تجد مثل هاتين الفكرتين شيئاً لثنيه عن قراره الذي اتخذه في لحظة يأس مطبق، وما أكثر لحظات اليأس التي يعاني منها مواطنون في أنحاء البحرين، في بلد لا تحصل فيه حوادث مثيرة، أو خطيرة، لكنها عندما تحصل، يدمى لها القلب
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1328 - الثلثاء 25 أبريل 2006م الموافق 26 ربيع الاول 1427هـ