توقيت زمني لا يتجاوز أربعة أيام يفصلنا عن المهلة التي حددها مجلس الأمن بشأن إيقاف إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم ومن بعدها سيتحدد مصير طهران، وتسعى أميركا لتكثيف تحركاتها لأجل فرض عقوبات ضد إيران أو التحضير لهجوم عسكري.

مجلس الأمن أمهل إيران حتى الجمعة المقبل للانصياع لقرارات تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يعتزم فيه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إصدار تقريره بشأن مدى التزام طهران... لكن، بعد هذه الفترة سنتعرف على فصل آخر في المواجهة بين دولتين إحداهما في الغرب وهي أميركا والأخرى في الشرق وهي إيران.

في الفترة التي سبقت مهلة 28 ابريل/ نيسان سربت أنباء عن عزم واشنطن خوض مسارين لا ثالث لهما: إما العقوبات أو الضربة العسكرية. لكن طهران بدلا من الرضوخ تحدت دعوات مجلس الأمن وأبلغت العالم انضمامها للنادي النووي ونجاحها في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 في المئة.

إيران نقلت رسالة واضحة للغرب عبر مناورات «الرسول الأعظم» مفادها أنها مستعدة للتصدي لأي تحرك يهدف إلى توجيه ضربات ضد منشآتها النووية عبر أسلحتها الحديثة التي طورتها بخبراتها المحلية من دون أية مساعدة أجنبية باعتبار برنامجها النووي حقّاً من حقوقها الذي لن تتنازل عنه.

أحد المفكرين العرب الكبار الذي له باع طويل في رصد ومتابعة الشأن السياسي العربي أثنى على خطوة طهران بامتلاك طاقة نووية لأنها تندرج ضمن حاجات الدول للطاقة بدلا من طاقة النفط والغاز المهدد بالنضوب لكنه عبر عن أسفه لوضع الدول العربية التي لا تسعى إلى اللحاق بركب إيران في امتلاك الطاقة. وأوضح أمرا أن الأسرار النووية قوة لا تباع بين الأصدقاء على غرار موقف الصين سابقا حينما أرادت إحدى الدول العربية الحصول على الطاقة النووية لكن بكين أوضحت لها أن الأسرار سلعة لا تباع بين الدول، والنجاح الإيراني دليل على تحقيقها تطورا يضاف في رصيد التقدم النووي واختراقها لدائرة قوة «الأسرار النووية»