يحلو للبعض أن ينتهك أعراض الناس بالطريقة التي تغريه... فالبعض يهوى تشويه السمعة والبعض الآخر يهدد بالصور، وبعض ثالث بدأ يتجه نحو استخدام التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية للتشهير ببنات خلق الله.
ظاهرة غريبة ومثيرة للقلق بدأت تنتشر في المجتمع... ففي بضع مواقع، تجد أخبار بنات خلق الله على المكشوف... وقد تتابع الأخبار والقصص والحكايات والفضائح في هذا الموقع أو ذاك... دونما شعور بتأنيب الضمير من قبل أولئك الذين يجلسون خلف الشاشة و... يبثون سمومهم.
في هذا التقرير، سنتجول في بعض المدارس ونستمع الى بعض القصص، كما سنتطرق الى الاستماع الى وجهات نظر بعض المواطنين من أولياء الأمور بالإضافة الى رأي مسئول بوزارة التربية والتعليم في حلقة الغد:
بين ما هي تتصفح مواقع الانترنت بين قصص، أغاني ومواقع بحث وقع بصرها على إحداها موقع مثير باسم «مدرستها» وبعنوان أكثر إثارة ومن دافع الفضول والتسلية وحب الاستطلاع فضلا عن السخرية من دون تردد فتحت ذلك الموقع لتطلق ضحكات ساخرة كلما رأت صور زميلاتها بزيهم المدرسي تارة وبزي «غير محتشم» تارة أخرى وتحت كل صورة اسم وهاتف الفتاة فضلا عن وصلة تضغط عليها تفتح لك «بروفايل» كامل عن الفتاة بما فيها علامات فارقة بجسدها ومن هول ما رأت في لحظات كانت معظم صديقاتها «اون لاين» يجولون بسخرية ويطلقون النكات حيال ما يرون ووسط تلك النكات وجمت ملامحها فاغرة فاها عندما لمحت من بين الصور صورتها بزيها المدرسي معنونة باسم «مبتذل» ولكن من دون وصلة «بروفايل» وهي البنت المؤدبة المجتهدة، هذا الأمر يقودنا إلى معرفة أن مثل هذه المواقع لا تفرق بين فتاة دون أخرى سوية السلوك أم العكس، تحقيقنا هذا يسطر قصص تلك الفتيات والظروف التي أودت بهن إلى مثل هذه المواقع والأهم من يقف وراءها وأين الرقيب على مثل هذه الممارسات.
تسنى لي لقاء بعض فتيات تلك «المدرسة» واللاتي عرضن لي قائمة متداولة بينهن في بريدهن الإلكتروني وهواتفهن الجوالة تعرض أسماء قائمة من البنات مرتبة حسب الأهمية - إن جاز التعبير- وبجانب كل اسم رقم الهاتف وتعليقات ساخرة ابعد ما تكون عن الأخلاق، وقيل لي أن هذه القائمة هي الأحدث وسبقتها أخرى مكونة من أربع صفحات بعنوان «فضائح بنات مدرسة (...)» دشنت على مواقع الانترنت المخصصة لذلك ولم يغفل مصممها أن يترك بصمته عليها في آخر الموقع ليترك توقيعه باسم مستعار والذي أختلف من موقع لآخر تارة باسم «الخراب المستعجل» وتارة أخرى بسم «مصيبة» وإن جاز لي الاستنتاج فان الاثنين هما شخص واحد لتشابة الأسلوب والصياغة والتصميم.
موسم الفور ميلا، الأعياد والكثير من المناسبات تعد وقتا عمل دؤوب لمصممي هذه المواقع كما ذكرت إحدى الطالبات فيعمدوا إلى انتهاز الفرصة لتزويد الموقع بكل ما هو جديد من صور ولقطات فضلا عن وقت «الدوام الرسمي» لمصمم تلك المواقع وهو وقت انصراف الطالبات من المدرسة.
عمل احترافي
تصميم تلك المواقع وطريقة تدشينها وتجديدها وتزويدها بكل حديث وبآخر فضائع بنات المدارس وصفته أحدى الفتيات اللاتي التقينا بهن بالعمل المحترف ساخرة (متفرغ ما عنده إلا ها لشغله) فلم يكتف مصممها بصفحة مدشنة على شبكة المعلومات بل كان عمله عبارة عن صفحات متتابعة بوصلات ومقسمة حسب رؤية مصممها بألفاظ مبتذله تبدأ بقائمة أسماء البنات (محط العين) وصولا بصفحة تحوي لقطات لهن معظمها إن لم تكن كلها (غير محتشمة) والكثير منها بالزى المدرسي أثناء فترة الاستراحة أو الانصراف من المدرسة فلم تفته شاردة ولا واردة إلا وحاول التقاطها بكاميراته كلقطة لطالبة أوقعت قلما ونزلت لتقاطة وهي ترتدي زيا مدرسيا قصيرا لركبتها والكثير الذي لا يبعد عن هذه الأفكار والتي يصعب عرضها لكونها تخدش الحياء.
كان قسم «الشواذ» من أكثر الأقسام التي سجلت أعداد زوار للموقع كما قالت احدى الطالبات والتي تلقي باللوم في ذلك على المدرسة والهيكل التدريسي ابتداء من المديرة وصولا بالمشرفة وانتهاءا بالمدرسة لرؤيتهن تلك الفئة في بعض المدارس وسكوتهن على هذا الوضع لدرجة أوصلت هذه الفئة إلى التصريح قولا ومضمونا بانتمائهن لها فطريقة لبسهن وأسلوب سيرهن فضلا عن قصات شعرهن كلها علامات واضحة تغض النظر عنها الكثير من المدارس متناسية دورها التربوي قبل التعليمي الأمر الذي أودى وفق وجهة نظر محدثتنا إلى تماديهن ليصرحن بانتمائهن لتلك الفئة (أرمي للشواذ) وبالتالي مصمم تلك المواقع لن يفوتها فرصة.
ومازال في جعبة محدثاتنا الأكثر والذي نقف مذهولين لمجرد سماعه فكيف هو الحال عند رؤيته، سلوكيات وصفتها الطالبة (ز.ع) بالإباحية وبداية الطريق لزج من تمشي هذا الطريق إلى صفحات تلك المواقع، فتلك المواقع لم تكن مجرد إشاعات مغرضة بل في معظمها حقائق موثقه بالصوت والصورة فاحتراف مصمميها أوصلهم إلى تدشين وصلات صوتية وأحيانا «فيديو» لطالبات في وضع أخلاقي إباحي
العدد 1327 - الإثنين 24 أبريل 2006م الموافق 25 ربيع الاول 1427هـ