رحبت الولايات المتحدة بالانفراجة للمأزق السياسي في العراق وقالت إن السياسي في الائتلاف الموحد جواد المالكي الذي اختير لرئاسة حكومة جديدة شخص يمكن لواشنطن أن تعمل معه. وبعد أشهر من العنف المتصاعد والمشاحنات السياسية كلف الرئيس العراقي جلال الطالباني المالكي برئاسة أول حكومة للعراق لولاية كاملة منذ أن غزت الولايات المتحدة البلاد في مارس/ آذار 2003 وأطاحت بصدام حسين. وقال الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول إن اتفاق زعماء العراق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة يعد إنجازاً تاريخياً «سيجعل أميركا أكثر أمنا». ووصف بوش الاتفاق بأنه «علامة مهمة» على طريق العراق نحو الديمقراطية ويمثل «حلا وسطا واجماعا». وأضاف أن الاتفاق يظهر أن العراقيين قد رفضوا جهود الإرهابيين لتفتيتهم واختاروا الوحدة. وقال في كلمة ألقاها في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا «مع نهوض المزيد من القوات العراقية ستقعد القوات الأميركية».
ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس الإعلان عن تكليف المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة بأنه «علامة مهمة» على الطريق. وقالت للصحافيين «هذا يوم طيب للعراق. ويوم مهم للعراق».
وأضافت قائلة في إشارة إلى المالكي «هذا شخص يمكن أن نعمل معه ونحن نتطلع للعمل معه». وكانت رايس قد ذهبت بنفسها إلى العراق في وقت سابق من هذا الشهر لمحاولة إنهاء المأزق.
وأثناء زيارتها أوضحت رايس أن صبر الولايات المتحدة يوشك أن ينفد فيما ألقت واشنطن باللوم على الفراغ السياسي في إذكاء العنف الطائفي الذي تدهور بعد تفجير المزار الديني في سمراء في فبراير/ شباط الماضي. ومع تدني شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش واقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/ تشرين الثاني تأمل إدارة بوش أن تؤدي حكومة وحدة تجمع الشيعة والعرب السنة والأكراد إلى زيادة الاستقرار وتمكينها من البدء في إعادة قواتها في العراق التي يبلغ عددها أكثر من 130 ألف جندي. وسئلت رايس عن وجود القوات الأميركية فلم تشر إلى موعد محتمل لإعادتها، لكنها قالت إن الولايات المتحدة ستواصل دعم تدريب قوات الأمن العراقية. وأضافت قائلة «الزعماء العراقيون الذين تحدثت معهم... يتطلعون في شغف إلى اليوم الذي يمكنهم فيه أن يقوموا بهذه المهمة بأنفسهم وهو ما نتطلع إليه أيضاً، لكنهم يدركون أنهم لم يصلوا بعد إلى تلك المرحلة». ودعا السناتور الديمقراطي جون كيري الذي خسر انتخابات الرئاسة الأميركية العام 2000 إدارة بوش إلى العمل مع رئيس الوزراء العراقي الجديد لوضع جدول زمني لسحب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الجاري.
وقال كيري في كلمة في بوسطن «مثلما حدث في فيتنام فإننا بقينا وحاربنا وموتنا حتى على رغم أننا نعتقد أن الوقت كان قد حان لان نرحل». ومضى قائلا «نصف أعضاء القوات المسلحة في القوائم المدونة على سور فيتنام التذكاري توفوا بعد أن أدرك زعماء أميركا أن استراتيجيتنا لن تنجح. كان تصرفا غير أخلاقي في ذلك الوقت وسيكون غير أخلاقي الآن أن نتورط في الخداع نفسه».
وأشادت رايس بالمالكي الذي لم تلتق به حتى الآن ووصفته بأنه شخصية قوية قادرة على العمل بكفاءة ووصفته بأنه عراقي وطني مهتم بسيادة بلاده. وأمام المالكي وهو مسئول بأقدم حزب إسلامي في العراق مهلة تستمر شهرا لتشكيل مجلس وزراء وتقديمه إلى اقتراع في البرلمان. وهو يسعى لان ينفض عنه صورته كشيعي متشدد ويقدم نفسه على أنه رجل قادر على توحيد الشيعة والعرب والسنة والأكراد.
وقالت رايس إنه مازال هناك الكثير من العمل لاختيار باقي أعضاء مجلس الوزراء وانه سيتعين على الحكومة الجديدة أن تعالج الوضع الأمني وخصوصاً في بغداد.
وأضافت قائلة «إنها قائمة طويلة، لكن من الواضح أن الوضع الأمني سيكون في مقدمة الأولويات». وقالت إن أولوية أخرى ستكون لتشكيل وزارة للداخلية تحظى بثقة الشعب العراقي ويعمل بها أناس على أسس غير طائفية. وتعرضت وزارة الداخلية لاتهامات بإذكاء العنف الطائفي الذي وصل الى ذروته في الأشهر القليلة الماضية.
ومن ناحيته دعا المالكي إلى دمج الميليشيات العراقية في القوات المسلحة وهي خطوة امتنعت رايس عن التعقيب عليها حتى تتطلع على التفاصيل.
وقالت إن كيفية اندماج الجماعات المسلحة في الجيش العراقي هي مسألة سيجري مناقشتها فيما بعد
العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ