العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

شعرة معاوية بين «حماس» و«فتح»

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

الاصطدام السياسي بين «حماس» و«فتح»، صار مسألة دورية. فمنذ الانتخابات الأخيرة، وخصوصا بعد تشكيل الوزارة الجديدة، ويكاد لا يمر أسبوع من دون مناكفات أو تفجير نزاعات أو عمليات شد واستقطاب. وفي كل مرة كان مؤشر التباعد والتنابذ يرتفع على حساب ضرورات التقارب. وليس من المبالغة القول إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تتجه وبشكل متسارع نحو أزمة قد تكون مفتوحة على الكثير من الاحتمالات التي ندعو الله أن يجنب الشعب الفلسطيني إياها وان يمنح قادته القدرة على تجاوز كل عوامل الخطر التي تتجمع في أفق الأراضي الفلسطينية. الخلاف في وجهات النظر أمر مشروع، ولولا ذلك لما كانت «حماس» قد استطاعت الفوز بالانتخابات التشريعية الأخيرة ووصلت إلى رئاسة الحكومة الفلسطينية، ولكن أن تصل الأمور إلى حد الاشتباكات بالحجارة والسكاكين قبل أن تتحول إلى الرصاص والتمترس في الشوارع، فهذا أمر مرفوض ليس من قبل الفلسطينيين بل من كل عربي حريص على استمرار مقاومة هذا الشعب من أجل التحرر وإقامة دولته المستقلة.

ما جرى في غزة أمس الأول أمر محزن بكل المقاييس، فبطلتا المقاومة الفلسطينية نسيتا دورهما وأدارتا الظهر للعدو «إسرائيل». فبدل أن يهزموا العدو بتوحدهم جعلوه على رغم هزيمته منتصرا، إذ إنهم تجاهلوا أنه «إذا ابتسم المهزوم، أفقد المنتصر لذة النصر». فكيف يرضى فلسطيني أن يطلق رصاصة باتجاه إخوته في القضية؟!، وينسى أن هناك عدواً متربصاً، إذ إن «إسرائيل» راهنت وقبل الانتخابات الفلسطينية على فتنة داخلية تؤدي إلى حرب أهلية. فهل سترضى «حماس» و«فتح» بأن يطيح نصرهم بابتسامة العدو.

التجاذب وشد الحبال بين «حماس» و«فتح» قديم. العلاقة بينهما كانت باستمرار محكومة بقاعدة الصراع والتعايش، أي أنه صراع تحت السيطرة. إلا أن غفلة التراشق المتبادل بينكما الآن أيها الإخوة، إنما هي مؤشر على اقتراب لحظة انقطاع شعرة معاوية بينكما. فهل المرحلة الراهنة تسمح بمثل هذا التعنيف؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً