العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

هل أصبح بعض النواب مثل الأدوية المنتهية الصلاحية؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

نحن معاشر الكتاب لا نبحث عن صحافة بلا قيود، كي نلقي الطوب على الناس أو الوزارات كما فهم بعض القراء. أبدا، نريد صحافة مسئولة، مهنية تبحث عن الحقيقة وتحرق بخورها للحقيقة، وليس للشعارات الديماغوجية. الصحافي البحريني لا يبحث عن حياة وردية. فالصحافي البحريني أكثر الناس تعرضا للهجوم بسبب آرائه. فهو واقع بين مطرقة الوزارات وألم المجتمع ومصالح التجار، وقليل من ينصفه عندما يخرج من بين كل هذه الأسنان سالما.

أنا على يقين أنه لا يوجد صحافى بحريني يحترم الحقيقة لم ينشغل في يوم من الأيام في إزالة المسامير العالقة بلحمه. فدور الصحافي أن يترافع عن هموم المجتمع، وأن يوصل صوت الشارع إلى المسئول باعتدال وبأسلوب حضاري. حبس الصحافي لا يتماشى مع رسالته في تعميق الديمقراطية ودفاعه عن معركة الحياة من أجل الخبز والكرامة والمواطنة. هذا الثالوث الذهبي هو وراء رفض الصحافة البحرينية القبول بأي تشريع يفرض حبس الصحافي في الزنزانة أو قطع شفاهه. بعض نوابنا يمشون على البطاريات تجاه القضايا العامة والمصيرية ولا تثير غريزتهم ولا يسيل لعابهم تجاهها، بسبب الانشغال بالقضايا الوهمية، وهنا تغيب قضايا الناس، وقضايا الديمقراطية من قبيل قانون الصحافة. وبعض النواب أصبحوا مثل الأدوية المنتهية المفعول، والتى تضر من يتعاطاها، وبعضهم تجده لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم. مشروعات خدماتية كان بالإمكان تمريرها عبر البرلمان لو تم الترافع عنها بحكمة، ولكن للاسف الشديد قلة من فكروا في التغيير والكثير راح يعمل على المحافظة على الشخير العام من أجل مصالح انتخابية مستقبلية.

بعض مدن وقرى البحرين لا تعرف حتى أسماء نوابهم، وبعضهم يتقن فن الزيارة فقط وبيع الناس الكلام المعسول والمنمق، لكن لو سئل هل أنجزت شيئا للمنطقة تراه صامتا وقد يلقي عليك سطلا من الاعذار! وبعضهم راح يترافع عن آلام الناس وهم استثناء وفي كل طيف يوجد نواب وطنيون قلبهم على الوطن وان كانوا قلة. مسكين ربما هو الآخر مشغول بالوحدة العربية وبالقضايا المصيرية العالمية وقضايا الشرق الاوسط الجديد! وربما هو الآخر يلقيها على القضية الفلسطينية. ورحم الله نزاراً إذ يقول: أضحت فلسطين لكم دجاجة من بيضها الثمين تأكلون.

أضحت فلسطين لكم قميص عثمان الذي به تتاجرون «الأعمال الشعرية الكاملة». فهناك من شرد وقتل فداء لفلسطين وهناك من تاجر بها في المزادات الدولية والبازار الأوروبي، وما أكثر الضجيج وأقل الحجيج.

المواطن البحريني يبحث عن نائب يحمل همومه إلى البرلمان والى المسئولين ويتحدث عن مشروعات عن الخبز. وخلال تتبعي لنوعية مشكلات المجتمع وجدت أن أكثر الشكاوى التي تصل من البحرينيين، سواء أثناء اللقاء العابر أو عبر الايميل أو الرسائل المباشرة تتحدث عن أمرين: العمل والسكن.

الأمر يقع على عاتق الحكومة وكذلك التجار. فالحكومة -وفي ظل ارتفاع سعر البرميل - بحاجة إلى ضخ المزيد من المال لأجل بناء الوحدات السكانية فهي من أهم الملفات الملحة التي تؤرق المواطنين وان تدفع التجار للمساهمة في بناء مشروعات اسكانية. ان الوحدات الاسكانية التى تم تشييدها في منطقة الشاخورة من قبل وزارة الإسكان خطوة إيجابية تشكر عليها الوزارة وهي محل تقدير، والأمل ان يتم مضاعفة هذا المجهود لأن العرض قليل والطلب في ازدياد.

عودا على بدء أقول: قانون الصحافة يجب ان يتماشى مع الديمقراطية، وان يحمي الجميع وهذا املنا. وعلى الصحافي ان يكون مهنيا تصحيحيا حرفيا غير متحزب، كي لا يتأدلج بايدلوجيات الحزب، وان يترافع عن المواطنين بعيدا عن انتماءاتهم وان يكون موضوعيا في طرحه وفي نقده بعيدا عن الاحكام المسبقة أو النمطية، فالاوطان تضيع بسبب عدة أمور منها: الانحلال الاخلاقي والانقسام المذهبي والصراع السياسي. والقوي من يحفظ توازنه امام كل هذه الالغام ولا ينحني للضغوط أو لاملاءات الآخرين. المهم ان يطرح رأيه بكل حرية وان يكون منسجما مع ذاته، فالحقيقة ليس لها زمان أو مكان محدد. القوة في الفكر وليس في السلاح، والحقيقة لا تحتاج الى سلاح كي تؤكد وجودها. غوته كان يقول: «الحقيقة المؤذية أفضل من الخطأ النافع، لأن الحقيقة تشفي الألم الذي سببته». والكرباج أداة سيئة أكانت في يد المسئول أو المثقف أو الحزب

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً