الشهداء وأسر الشهداء، المشردون والمعذبون، المحكومون والمنفيون في زمن الظلام الأسود، في زمن الجور و«قانون أمن الدولة»... هم ضحايا الماضي كما أنهم هم ضحايا الحاضر. ضحايا الماضي لما عانوه ولاقوه في ذلك الزمن من ظلم وتعذيب، واضطهاد وحرمان لأعوام طويلة، وصبر على المر والجوع والأذى، ظلوا ضحايا الحاضر لأنهم لم يستفيدوا من شيء نتيجة صبرهم وتضحياتهم في عهد «الإصلاح»، بينما استفاد آخرون من متملقين ومنافقين ومتسلقين.
الرابحون في الماضي والحاضر هم المنافقون والمتسلقون وأقلام الموالاة، في الماضي ربحوا الكثير لدعمهم الظلم والجور وسكوتهم عن الحق وتخوينهم الشرفاء، وفي الحاضر هم الرابحون أيضاً للأسباب والمسببات نفسها. نعم، هذه هي الحقيقة. المضحون كثيرون، والمتملقون والمتسلقون أكثر، فدائماً ما تكون المعادلة معكوسة في شتى نواحيها، والأمثلة الواقعية كثيرة لمعاناة العائدين واسر الشهداء وضحايا التعذيب وهي مازالت قائمة تنتظر من يحلها أو يساعدهم على تجاوزها. الحكومة مازالت تنظر إليهم بنظرة «معادية» نتيجة مواقفهم السابقة، والمؤسسات الخيرية بطبيعة الحال عاجزة عن مساعدتهم، وهؤلاء لن يصبروا على بقاء الحال على ما هي عليه وسيتحركون في أي اتجاه لنيل حقوقهم العادلة. قد ترى أقلام الموالاة والمتسلقون أني أبالغ، ببساطة لأنهم لم يحسوا يوماً بطعم المعاناة ولم يتذوقوا مرارة الحرمان أو قيد السجان أو آثار سياط الجلاد وتقاليعه. والسؤال: إلى متى ينتظر هؤلاء حقوقهم؟ ومن سيؤديها لهم؟
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ