نمواً ملفتاً للنظر سجلته معظم مصارف الخليج في أرباحها السنوية الصافية للعام 2005، تجاوز لدى البعض منها 100 في المئة. كان ذلك نتيجة منطقية متوقعة للظروف الدولية والمحلية المحيطة والمؤاتية.
انعكس كل ذلك في معدلات جيدة للنمو الاقتصادي وفوائد منخفضة وتدني الحاجة الى تكوين المؤونات تجاه الديون المعدومة. وعلى نحو مواز تمثل ذلك أيضا في تزايد المشروعات الانمائية والتجارية والعقارية الضخمة التي تحتاج للتمويل، وترافق ذلك كله مع ارتفاع في الطلب على الاقتراض الاستهلاكي، اضافة الى النمو القياسي في الأسواق المالية في معظم دول الخليج.
ووفقا لما نشرته مجلة «الاقتصاد والأعمال» اللبنانية المتخصصة قي القضايا المالية والمصرفية، تصدرت القائمة المصارف السعودية التي حققت ارتفاعاً بنسبة 60,7 في المئة في المتوسط، متراوحة بين 41,4 في المئة كحد أدنى، و365 في المئة كحد أقصى. وبلغ مجموع قيمة نمو الأرباح 2,7 مليار دولار، ليصل حجمها الإجمالي في نهاية 2005 إلى نحو 7,2 مليارات دولار، وفاق العائد على متوسط حقوق المساهمين لدى المصارف السعودية 30 في المئة في العام الماضي، في حين تخطى العائد على متوسط الموجودات 2,5 في المئة، وهي نسب عالية جداً بحسب المعايير العالمية.
من المنتظر أن تتراجع أكثر استثمارات المصارف الخليجية في القطاع العام، لاسيما في السعودية، إذ إن ديون القطاع العام هي الأعلى بين دول المنطقة. وقد أعلنت الحكومة السعودية حديثاً انها ستستخدم جزءاً من فائض موازنتها العامة في العام الماضي المقدر بنحو 80 مليار دولار لتسديد جزء إضافي من ديونها في السوق المحلية. كما من المتوقع أن تحذو حذو السعودية الدول الخليجية الأخرى التي على القطاع العام فيها ديون في السوق المحلية.
وعليه، فإن استمرار نمو أرباح المصارف الخليجية يتوقف إلى حد كبير على قدرتها في تنمية تسليفاتها بالوتيرة نفسها. وهذا ممكن في ظل استمرار الانتعاش الاقتصادي في دول الخليج وبقاء أسعار النفط على مستويات عالية، ما يؤشر باستمرار التطلعات الإيجابية للمستقبل، وبالتالي يشجع المستثمرين على المضي في إطلاق المشروعات الجديدة والتوسّعية، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على التسهيلات المصرفية، كما أن عدم توقع ارتفاع معدلات الفائدة العالمية، والتي ترتبط بها مباشرة معدلات الفوائد على العملات العربية، يُسهم أيضاً في استمرار الطلب على التسليفات.
كل ذلك يؤكد أن مستقبل تلك المصارف رهن بأسعار النفط أكثر من أي شيء آخر وهذا يجعلها أمام منعطف حاد وفي غاية الخطورة إن هي لم تلتفت إلى بدائل أخرى
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ