العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ

إنها ليست بلدية طهران

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لم يكن إعلان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن قدرة بلاده على إنتاج الوقود النووي إعلاناً للحرب، ولم يكن حتى «خبراً» إلا في صيغة أن إيران أصبحت تدرك ان لا مجال للعمل «تحت الأرض»، وأن زمن مكاشفة المجتمع الدولي بالحلم الإيراني النووي أتى.

الكثير من مراكز الدراسات العسكرية والاستراتيجية كانت قد تنبأت بقدرة إيران في القريب العاجل على الوصول لهذا المستوى من التقنية النووية، بل تذهب بعض المراكز إلى أن طهران قد تكون تمتلك بالفعل سلاحاً نووياً بمساعدة باكستانية «سرية»! وعليه، فليس امتلاك إيران للتقنية النووية هو أساس المشكلة، المشكلة ببساطة تنحصر في ماهية الطموح الإيراني في سباق «التقنية النووية»، ولا أقول «التسلح النووي» كنتيجة استباقية.

منطقياً، السلاح النووي - لو امتلكته طهران - سوف يحقق لها ميزتين اثنتين، الأولى هي أنها ستكون في مأمن من أي تهديد أميركي، ويكون حالها في أقصى الظروف مشابهاً للنموذج الكوري الشمالي، هذا إذا ما استمرت إيران على إصرارها في اعتبار الولايات المتحدة «الشيطان الأكبر». أما في حال اقتنع الإيرانيون بضرورة تجاوز هذه المسميات التاريخية فإن أي تحالف «إيراني أميركي» هو تشكيل جديد للوضع الإقليمي برمته.

الميزة الثانية، هي ذلك الدور الإقليمي الأكبر، إذ غالباً ما يكون السلاح النووي ولا أقول التقنية النووية، إذ لا توجد دولة ترغب في «تقنية نووية» ولا تطمح لـ «قنبلة نووية». ومعناه، ان الإيرانيين سيكونون أكثر حضوراً في الشرق الأوسط وقضاياه المحورية، وتبقى المعضلة هي «أمن إسرائيل»، فالإيرانيون لن يستطيعوا أن يكونوا «فاعلين سياسيين» في المنطقة إذا ما بقت أدبيات «إنهاء إسرائيل» قائمة.

بالنسبة لنا كدول خليجية، لابد أن لا نكون عامل تأجيج لهذا الصراع المرتقب، فالنار الإيرانية والأميركية إن اشتغلت سنكون مسرح عملياتها، ببساطة لابد أن لا يقع شيء ما تكون فيه الحرب هي الكلمة الفصل.

أخيراً، على القيادة السياسية في إيران أن تكون أكثر تفهماً لمعنى أن تكون «كياناً سياسياً يمتلك القدرة النووية»، وعليها أن تتفهم أن القوة النووية ليست للاستعمال الحربي البتة. فالدول وإن قامت بتصنيع مئات الرؤوس النووية، فهي لا تفكر في استخدامها على الناس، بل هي فقط أدوات لعب سياسية. فليس العداء بين «إسرائيل» وإيران هو أشد مما كان عليه الأمر بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. وعلى نجاد أن يدرك أن قيادة «بلد نووي» تتربص به الولايات المتحدة - أقوى دول العالم - لا تماثل إدارة «بلدية طهران» حيث كان

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1326 - الأحد 23 أبريل 2006م الموافق 24 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً