لا أدعي أن هناك اتفاقا مبرما بين الحكومة وبعض النواب بهدف جرجرة الصحافي إلى أروقة المحاكم ومرمطته وحبسه والتنكيل به، إلا أنني أدعي أن هناك توافقاً بين الطرفين على مسألة ضرورة وضع حد يقطع ولو جزءا من لسان الصحافي الذي عادة ما يكون لسانا طويلا يسبب الصداع ووجع الرأس للبعض من الطرفين حكوميين أو برلمانيين. مع تكسر أغلال قانون أمن الدولة بدأت الصحافة تتنفس شيئا من هواء حرية التعبير التي كانت مسجونة في إحدى زنازين المخابرات، وعندما تم الإفراج عنها بدأت التحركات لإعادتها من حيث أتت، لأنها أصبحت ضيفا ثقيلا على الكثيرين ممن تطل عليهم الصحافة مع كل صباح ويأخذ لسانها الطويل يلشط ويلشط، وكما يقال بأن الرؤوس التي أينعت حان قطافها!
أعتقد أن الصحافي الرقيب هو ضيف ثقيل ثقل الجبال على قلوب من أبحروا في لجج الفساد سنينا من دون أن يرفع أحد في وجوههم طرفه فضلا عن أن يوجه إليهم سؤالا واحدا، واليوم صار اللسان الطويل يزداد طولا يوما بعد يوم فهل سيصمت الحكوميون أو البرلمانيون الذين كبلتهم تلك الألسن الطويلة والتفت على رقابهم ومعاصمهم كالسلاسل الثقيلة التي تحني الظهر وتقصف العمر؟ أبداً لن يصمت عن الصحافة إلا من لا يخاف رقابتها ولا يعبأ بلسانها الطويل لأنه نقي شريف
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1325 - السبت 22 أبريل 2006م الموافق 23 ربيع الاول 1427هـ