بحسب التصريح الرسمي الصادر عن وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء ورئيس الجهاز المركزي للمعلومات الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة فإن البحرين فازت بجائزة أفضل مشروع في استخدام «البطاقة الذكية»، وسيتم التكريم في المؤتمر والمعرض الرابع لتكنولوجيا البطاقات الذكية بالشرق الاوسط والذي سيعقد في القاهرة خلال الفترة 6 - 8 من الشهر المقبل.
البطاقة الذكية ستجمع في داخلها كل المعلومات المتعلقة بالشخص، من معلومات الجواز، والصحة، والجوانب المالية المرتبطة بالحساب المصرفي، ورخصة القيادة والبصمة وبيانات الوظيفة، وكل ما يتعلق باحتياجات الفرد وعلاقاته بوزارات الدولة وبالقطاع الخاص والمؤسسات الاخرى التي قد توصل نفسها بقاعدة المعلومات المركزية التي يشرف عليها الجهاز المركزي للمعلومات.
تكنولوجيا المعلومات إذاً متوافرة في البحرين، بدليل أننا حصلنا على جائزة مهمة لأننا الأفضل في الشرق الأوسط... ولكن يبقى السؤال: إذا كانت لدينا كل المعلومات والبنية التحتية، فلماذا لا تتوافر للمواطن معلومات ذكية يستفيد منها في حياته العامة والخاصة؟
والسؤال يزداد إلحاحاً لأن جميع من يحاول أن ينشط في الانتخابات يتضور جوعاً لمعلومات تتعلق مثلاً بالكتل الانتخابية في كل منطقة، بينما نقرأ عن فائض من المعلومات يحتويها «الجهاز المركزي».
ما فائدة الحصول على جائزة أفضل بلد في تقنيات البطاقة الذكية إذا كنا محرومين من المعلومات، واذا كانت المعلومات تتدفق في اتجاه واحد فقط، من المواطن إلى الدولة بينما ترفض الدولة تدفق المعلومات إلى المواطن بشكل يستفيد منه؟
البطاقة الذكية ستكون مفيدة فيما لو سمح «الجهاز» بالحصول على معلومات تعتبر حقاً طبيعياً وغير قابل للتفاوض بالنسبة إلى المواطن، إلى الدرجة التي يتم تشريع قوانين في بلدان مختلفة من أجل ضمان حصول المواطن على المعلومات التي يحتاجها من خلال الانترنت ومن دون الحاجة حتى إلى الذهاب إلى مركز أو هيئة رسمية.
وفي الوقت الذي نفرح لهذا الانجاز الوطني ونهنئ القائمين على الجهاز المركزي للمعلومات في الصعود بمستوى تقنية المعلومات إلى المستوى الذي يؤهلنا إلى الحصول على جائزة «أفضل مشروع في الشرق الأوسط»، فإننا أيضاً نحزن لأن كل النداءات فشلت في أن تجد لها صدى من قبل المسئولين الذين لايزال بعضهم ربما يتعامل مع المعلومة وكأنه حق للدولة فقط، وهذا مفهوم لا يتناسب مع الديمقراطية التي تتحدث عن حق المواطن في المعرفة.
البحرين تستحق الكثير من الجوائز، وأملنا أن نحصل على جائزة أفضل بلد عربي وشرق - أوسطي تتدفق فيه المعلومات بشكل يوازي طموحات جلالة الملك وشعب البحرين الإصلاحية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1325 - السبت 22 أبريل 2006م الموافق 23 ربيع الاول 1427هـ