اسمعوا الفارس الجلهمي يقول: «يسرقون الأرض والزرع ويخصون الرجال ويحنون البغايا بدماء الوطن الغالي يقولون أنا القرصان يا... أين الرجال»؟
كانت تلك ثمة تمتمات كتمها الزمن، كتبها شاعر البحرين قاسم حداد في العام 1970، واخترت هذا المقطع من مقطوعة هذا الشاعر لأفتح به نافذة على واقع مؤلم ومشهد مريب من مشاهد الحياة البحرينية المريبة وما أكثرها!
ورأيت أن الوقت سانحا لأفتح شيئاً من الجرح في وقت تتعالى الاصوات شرقا وغربا للحفاظ على هوية هذا الوطن وموروثه الحضاري، وما... أكثر صدقية من حديث حفظ التاريخ البحريني على أراضي الوطن التي سرقت ووزعت ووهبت لذوي الحضوة والمكانة الرفيعة...
الأشواك والجدران والغلمان والقضبان يتنافسون في حجب اجمل جزر الوطن عن عيون البحرينيين... جزر البحرين التي أضحت في خبر كان، ولم تعد توضع على خريطة الوطن، لئلا يعرف الناس عنها شيئا، ولئلا يطالب احد بها والجزر الكبيرة والصغيرة في ارخبيل البحرين، تم الاستيلاء عليها، وتغيير اسمها المعروفة به تاريخيا.
وحرام على اهل هذه البلاد الاقتراب من هذه الجزر البحرينية التي اقتطعت من حضيرة الثروة الوطنية «ملكية عامة» الى ملك خاص يدر على صاحبه الملايين، ولا احد يجرؤ على النطق، لا مؤسسات رسمية ولا جمعيات أهلية ولا ناشطون بيئيون، في وقت تجري على قدم وساق حملة منظمة وممنهجة لمحو الجزر من الخريطة البحرينية ومن الموروث الوطني وفي افضل الاحوال تغيير مسماها التاريخي الذي عرفت به الى مسميات ابتدعها من استولى عليها عنوة ضاربا بقضيب على جدار القانون الذي بطبق انى يقدر له ان يطبق!
إن مهمة كل الحريصين على حفظ تراث الوطن رصد وتوثيق هذه السواحل للحفاظ على الهوية التاريخية وضمان عدم محوها من الذاكرة الوطنية، والبرلمانيون وناشطو المجتمع المدني مطالبون بالتحرك فوراً لانتشال ما يمكن انتشاله من جزر أصبحت في حكم «البلوك آيلند» أو «الجزر المحرمة» كما يحلو لهواة العربية ان يسموها
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1324 - الجمعة 21 أبريل 2006م الموافق 22 ربيع الاول 1427هـ
