يناقش مجلس النواب اليوم التعديلات الحكومية المقترحة على قانون الصحافة والمقترح المقدم من مجلس الشورى لصوغ قانون جديد للصحافة. وربما ينتهي من المناقشات هذا الأسبوع ومن ثم يحولها إلى مجلس الشورى. المشكلة الأساس ستكمن فيما إذا ربط مجلس النواب قانون الصحافة بقانون العقوبات، فقانون العقوبات هو السجن ثم السجن ثم السجن... لأنه قانون كتبته السلطة التنفيذية العام 1976 بعد أن كان قانون أمن الدولة هو سيد الموقف في كل جانب من حياتنا العامة.
الجسد الصحافي طالب بشيء واضح منذ العام 2001، من خلال لجنة تفعيل الميثاق برئاسة سمو ولي العهد، وهو أن يكون قانون الصحافة ليس مربوطاً بقانون العقوبات وأن ينص القانون على المخالفات وعقوباتها، التي يجب أن تبتعد عن الحبس.
وأكد جلالة الملك في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف في مطلع فبراير/ شباط الماضي أنه ضد حبس الصحافي، ونأمل من النواب أن يلبوا طموح الملك والناس. ويجب أن تكون هذه التلبية واضحة ودليلها ألا يتم ربط قانون العقوبات بقانون الصحافة، ذلك لأن الربط يعني عقوبة الحبس، ويعني عدم الاستجابة لنداء الملك وعدم الاستجابة للجهود الإصلاحية التي سعت منذ العام 2001 إلى إنجاح المشروع الاصلاحي.
لقد بدأت مشكلتنا منذ اكتوبر/ تشرين الاول 2002 عندما قام وزير الاعلام السابق بإصدار قانون في الجريدة الرسمية قبيل ايام معدودة من الانتخابات البرلمانية، وهو القانون السيئ الذي سعى إلى تغييره جميع من يحبون الخير للبحرين. وخلال هذا الاسبوع سيقرر النواب ماذا سيفعلون بالمقترحات والتعديلات التي بين أيديهم، وما يقررونه سيطبق عليهم لاحقاً، لأنهم ربما يكونون خارج البرلمان مستقبلاً، وسيكتبون في الصحافة وسيحتاجون إلى «أكسجين» لكي يتنفسوا داخل بيئة سياسية نقية. الصحافة البحرينية خدمت العملية التشريعية كثيراً، والنواب والشورويون استفادوا كثيراً من اتصالاتهم بالصحافة، والناس شعروا بأن البحرين بدأت تتحرك لأن هناك هامشاً من الحرية الصحافية، وهي حرية التزمت بالمسئولية تجاه البحرين أولاً وأخيراً...
النواب هم جزء من الشعب، والصحافيون جزء من الشعب، والشعب وقف مع جلالة الملك من أجل توسيع الحريات العامة التي تعتبر المؤشر الأهم للكرامة، إذ لا قيمة لإنسان مملوء بطنه ولكنه فارغ الرأس أو محروم من التفكير، الصحافة هي أكسجين السياسة، ونحن نحتاج إلى سياسة نظيفة، والسياسة النظيفة تحتاج إلى صحافة حرة ونزيهة ومسئولة عما تكتب وتنشر من أجل خير البحرين
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1324 - الجمعة 21 أبريل 2006م الموافق 22 ربيع الاول 1427هـ