يتعطش القائمون على مصالح قُراهم ومناطقهم، من تأسيس لجان شعبية وخيرية وهيئات، للمطالبة اللحوحة عن طريق الرسائل تلو الرسائل الى مكاتب الوزراء تارة وعبر الاستغاثات الإذاعية والصحافة تارة أخرى حتى يتعطف سعادة الوزير بزيارة حتى لو كانت خاطفة لمناطقهم وقراهم، فترى تلك اللجان تتشعب إلى لجان ولجان ولجان، لتصبح خلايا نحل أو كأنها أحزاب في تنظيمها ودقتها، لجنة تحصي البيوت الآيلة للسقوط وأخرى تحصي البيوت التي سقطت! ومجموعة تخصصت في العاطلين وغيرهم يحاولون تقديم آخر مستجدات طلبات الاسكان ومن من أصحاب تلك الطلبات قد استجن أو صار في عداد (...) ومن منهم مازال موصوفاً بالعقل والصبر على الأقل! وفي ذاك الموعد المرتقب وقبله بليلة يجتمع الكل... وتعرض النتائج وتُفتح صحف المطالبات وتطول الأوراق والملفات وتكثر النقاشات وتبقى الاولوية للجميع... فجميعهم يطالبون بأبسط حقوقهم ولا شيء غير... بل إن جميعهم مشكلاتهم متشابهة! وصل سعادة الوزير... وعلى يمينه وكيل وعلى يساره وكيل آخر... وفي الخلف تمشي ثُلة من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام تركوا مكاتبهم ومراجعيهم ليساهموا مع سعادة الوزير في زيارته التاريخية التي لن تتكرر وصارت اللجان والهيئات تطرح ما تريد برسالة عرمرمية... الوزير نفسه يعرف ما تحتويه من قبل... لأن مطالب هالمساكين ليست جديدة أو غريبة!! وليبق السؤال الذي نطرحه الآن ... وبعد مرور أشهر كثيرة على زيارة سعادة الوزير منطقتنا: ماذا استفدنا من زيارتك غير تلك الخطط العشرين ألفية التي أخبرتنا عنها لتحل بها مشكلات بل هي مصائب منطقتنا من سنين على جميع الأصعدة؟! ولنجيبك بلسان حالنا ونقول لك: يا ليتك لم تزرنا إذا لم يكن الحل بيدك أصلاً؟