تباينت رؤى النواب في جلسة الثلثاء الماضي فيما يتعلق بعقوبة سجن الصحافي، فبعضهم رفض عقوبة السجن جملة وتفصيلا، والبعض الآخر أصر إصرارا عجيبا على تضمين قانون الصحافة عقوبة السجن، معتقدا بضرورة بناء القفص للصحافي الذي لولا وجوده لما عرف أحد نائبا غير حراس المجلس وبعض كتبته!

يبدو أن عرض القانون على النواب كان فرصة سانحة لبعضهم ليكشروا عن أنيابهم الصفراء، ويثأروا للحاهم السوداء سواد الليل، تلك اللحى التي قطفها مقص الرقيب على مسرح الصحافة الذي أبان للناس حقيقة الكثيرين منهم، وجعلهم طوال سنواتهم الأربع العجاف في قفص اتهام، فإما إثبات البراءة أو انتهاء المجد الذي بدا أشعث أغبر، فمن أثبت منهم براءته هو ذاته من رفض عقوبة سجن الصحافي، ومن لعب في وجهه المقص وشوهه تشويها ولم يقو على الرد، هو ذاته من اعتبر جلسة الثلثاء الماضي يوم الثأر، فخرج من بيته إلى القضيبية ولسان حاله يقول «يالثارات اللحى»! لم أستغرب أبدا عندما وجدت من أوصلتهم الديمقراطية للمجلس هم أول المطالبين بالدكتاتورية! وأول الساعين لبناء أقفاص ليسجنوا فيها حرية التعبير ويكبلوا بها ثقافة الرأي والرأي الآخر، هم ذاتهم من عملوا بالأمس على تقليص صلاحيتهم وسجن أدواتهم الدستورية، طوال مدة إقامتهم في القضيبية! فهل سيقفون اليوم مع منح الصحافيين مزيدا من الحرية؟