إن بلادنا تعج بالحوادث وتمتلئ الصحف اليومية بالعناوين عن موضوعات ساخنة تهم المواطنين الذين ينتظرون حلاً لمشكلاتهم ومعاناتهم اليومية، وبيانات تؤكد أن كل شيء يسير في الطريق الصحيح وعلى جموع الشعب الارتخاء تماماً لأن الدولة كفيلة بإزالة همومهم.

ثم وبعد عدة أشهر أو سنوات من الانتظار نرى التناقض الواضح بين ما ينشر وما يطبق حقيقة. لذلك فإن معظم العناوين ما هي إلا مهدئات لأوضاع خاطئة وسراب، ولم يتحقق منها شيء، فظاهرة عبدة الشيطان تطاردنا في كل مكان سواء من مقالات أو موضوعات تشرح وتحلل خطورة هذه الموجة على طلبة المدارس أو تطالهم في التعبد لغير الله من الشياطين والجن والكفر، والإدمان على المخدرات وانتشار الشذوذ الجنسي وزيادة العنف الواضح إلى درجة حدوث القتل والانتحار بين الطلبة، حتى أصبحت البحرين مركزاً لاجتماعات «عبدة الشيطان» في الخليج والجواب... صمت من الجهات المعنية.

وبعد عدة أيام، تقرأ العنوان الآتي: فصل طالبات من المدرسة بسبب نقشهن الحنة على أيديهن أهذه حقيقة أم نكتة وهي تظهر مدى اهتمام الوزارة بمصيبة نقش الحنة وبأنها من المعاصي التي لا يسمح التهاون فيها، وإهمال ممارسي الشعوذة مع أن الاثنين هما في المحراب العلمي نفسه (المدرسة)... ولا تعليق!

عنوان آخر... القضاء التام على الفري فيزا والهاربين في خلال شهر واحد، وتغريم المتسترين ومعاقبة الهاربين! وبعد عدة شهور مازالوا يملأون شوارعنا يبيعون الورود ليلاً والصحف نهاراً ويغسلون السيارات وينافسون البحرينيين في كل مكان، وخدم منازل يعملون متنقلين بين بيوت عدة وبأجر الساعة! وحين يقبض عليهم يعاملون كالسابق بتغريم الكفيل وترحيل الهارب على نفقة الكفيل! فمتى يتم تطبيق القوانين المنصفة للكفيل والرأفة به وبكل ما يتكبده من المعاناة في هذا الموضوع.

عنوان آخر... الدولة تعلن «بيت لكل مواطن» ترميم وهدم البيوت الآيلة للسقوط وتوفير المرافق العامة فيها، بعد عدة أيام يخرج عنوان يقول: «استملاك الأراضي بالقوة من المواطنين»! ومازالت القرى على حالها من القدم والمعاناة بسبب الاهمال الشديد. والمواطنون من دون بيوت وقد شاخ بعضهم وفقدوا المواصفات الأساسية لتملك بيوت، وباتوا حيث كانوا معلقين ومن دون مأوى... يصون كرامتهم! وعلى رغم ارتفاع الدخل القومي تبقى الأمور على ما هي عليه... وتبقى حال المعاناة من الفقر المدقع وبهدلة العيش!

من المعروف أن وزارة التربية تمنع الدرس الخصوصية في البيوت للموظفين، لكن المجلات الخاصة بالإعلان مليئة بإعلانات هذه الدروس وبأرخص الأسعار ويبدو أن التنافس شديد فيما بينهم لكثرتهم، فأين وزارة التربية؟

وزارة الشئون تعلن «القضاء على المتسولين وتخصص راتباً شهرياً للمعوزين». لكن مازال المتسولون يملأون الطرقات الخلفية وعلى أبواب السوبر ماركت كالحراس وينافسهم الفري فيزا!

وفي الختام أرجو من القائمين على إصدار البيانات والعناوين متابعتها والحرص على تطبيقها قدر الإمكان... ولا تعليق