يا سلام سلم... الأرقام بتتكلم... قالت إحدى الصحف المحلية تاريخ 5 أبريل/ نيسان 2006 ان 15521 عاملاً أجنبياً هارباً حتى الآن ولم تخبرنا كم عدد الفري فيزا السائحين في البلاد، وكان منهم من تسبب في إرسال 58 إنساناً إلى الموت، غير أن التقارير الرسمية (بحسب احدى الصحف المحلية) تقول إن عدد العمالة الهاربة 55 ألف عامل والقول الاصح إنهم مهربون وليسوا هاربين. فمن أين نبدأ؟ فإذا كان لدينا صدقية في الإصلاح، في إصلاح سوق العمل، أو إصلاح ما أفسده الدهر، فعلينا أن نتوقف ملياً عند «طبعة الدانة»، لنستعيد ذاك الوهج والتأييد العارم، ولم يكن ذلك في المحرق فقد كان في سترة.
شعب البحرين في سترة حمل سيارة الحاكم، وهذا لم يحصل قط في تاريخ البحرين، ما فعله الملك حمد بن عيسى لم يفعله أحد من حكام البحرين من قبل. حدث عكس ذلك في المحرق، بل إن أهالي المحرق (الذين تم تخطيمهم فيما بعد كما تخطم الصقور ووضعت البراقع على عيونهم) أهالي المحرق رجموا في 1956 وزير خارجية بريطانيا العظمى بالحصى والطماطم وبقايا سوق الخضرة في المحرق ودفعوا ثمن ذلك سنين طويلة ولاتزال آثار ذلك الانتقام باقية.
حدث هذا في بداية انطلاقة المشروع الإصلاحي وفي التاريخ الذي نعرف ويعرف من يقرأ التاريخ بعناية وفي المفاصل التاريخية التي تحدث الانعطافات التي يسجلها التاريخ وتظل تذكرها الأجيال جيلاً بعد جيل.يحدث في التاريخ أن يأتي فرد في وقت ما من التاريخ يملك قلباً من حديد، ورؤية إلى الامام، ولا يلتفت إلى الخلف، ويركن العواطف في الرفوف، ويأخذ قراراً تاريخياً، سيكون موجعاً للبعض وربما يكون مؤذياً أو موجعاً لأقرب الناس لكن في الكوارث التي بحجم كارثة «الدانة» ينبغي اللجوء إلى الكيّ، فالكيّ لا يميت لكنه علاج ناجع. حتى لمرض الفالج الذي يقال عنه لا يعالج، تركن العواطف جانباً، وقديماً قال أهلنا: «داوها تبرأ، قال له كصها تبرأ» وكان قولاً حكيماً، وهذا ما يفعله الكبار في الكوارث أو في مفاصل التاريخ.
نحن نطمح فقط في هذه الجزيرة الصغيرة الحبيبة التي جارت على أهلها لكنهم يفدونها بروحهم، ويقول شاعرنا النبطي الشعبي دالوب «صابر على جوركم وافديكم بروحي، وحتى ختامها، تعبت ريولي من كثر جيتي وروحي»! وهنا مغزى «تعبت ريولي» رجلي إشارة إلى كثرة الإشارات والتنبيهات والنصح التي يتم ارسالها من الكثير من المواطنين الأوفياء لهذا الوطن إلى من يهمه الأمر. يقول أحد المواطنين الشعبيين تعليقاً على الوضع والحال البحرينية «ان الحكومة كانت تضع القطن في أفواه الناس لكي تخرسهم، والآن شالت القطن من الأفواه ووضعته في أذنها لكي لا تسمع».
من الـ asiv eerF ينبغي أن نبدأ، ومن إدارة الجنسية والجوازات ينبغي أن نبدأ وليس من وزارة العمل فحسب، وليتبرع أحد النواب ويسأل إدارة الجنسية عن عدد الفيز و«شهادات عدم الممانعة» التي تم إصدارها خلال العشر أو الخمس سنوات الأخيرة من دون المرور على وزارة العمل ولمن أصدرت؟!
وستصلنا حلقات سلسلة الفري فيزا إلى أحد أساسات الخراب الذي لاحت تباشيره منذ زمن، لكن «طبعة الدانة» صارت جرس الإنذار الأخير للإجرام الذي يمارسه تجار الرقيق الجدد
إقرأ أيضا لـ "عبدالله مطيويع"العدد 1322 - الأربعاء 19 أبريل 2006م الموافق 20 ربيع الاول 1427هـ