أطلقت منظمات يسارية أميركية قبل أربعة أيام عريضة ضد شن الولايات المتحدة عملية عسكرية محتملة ضد إيران، وحملت العريضة التي تحظى بدعم جمعية الناشطين الديمقراطيين عنوان «لا تهاجموا إيران»، وستسلم قريباً إلى الرئيس الأميركي جورج بوش بواسطة والدة أحد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق.
ليس من المستبعد أن تكون للقيادة الإيرانية خطة سرية لتصنيع أسلحة نووية. لكن إذا افترضنا أن طهران تملكت فعلاً أسلحة نووية في وقت ما من المستقبل، فهل من المعقول أن تفكر، مجرد تفكير في شن هجمة نووية على أميركا؟
قطعاً لا، فحتى المسئولين الأميركيين يعتقدون أنه لن تكون هناك أية قيادة إيرانية على هذه الدرجة من الغباء بحيث تبادر من تلقاء نفسها إلى شن هجوم نووي على دولة (سواء كانت أميركا أو «إسرائيل») تمتلك ترسانة من 30 ألف قذيفة نووية. إذاً، فإن السؤال الذي ينبغي أن يطرح هو: لماذا تتخوف أميركا من احتمال تطور البرنامج النووي الإيراني إلى مستوى إنتاج أسلحة نووية؟ لا توجد سوى إجابة واحدة تتكون من كلمة واحدة هي «إسرائيل».
ففي الشرق الأوسط ظلت «إسرائيل» لمدى عقود متصلة من السنين مطمئنة إلى حقيقة أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تنفرد بتملك الرادع النووي، ما يوفر لها ضمانة للبقاء كقوة إقليمية متفوقة في منطقة هي غريبة ودخيلة عليها. إلا أن إيران أصبحت الآن دولة نووية بعد أن اكتملت لديها عناصر تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم وقوداً للمفاعلات النووية. وطبعاً، فإن القادة الإيرانيين يقولون إنهم لن يستخدموا هذه التكنولوجيا إلا لأغراض مشروعات مدنية سلمية، وتحديداً مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية.
من هنا كان القلق الأميركي، وهو قلق على أمن «إسرائيل» وليس على الأمن القومي لأميركا. وما يقلقنا نحن هو أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي نجحت في تجاربها النووية، فهناك الهند وباكستان، ثم أن هناك اتفاق تعاون أميركي هندي يسمح لنيودلهي بالاستفادة من التكنولوجيا الأميركية النووية، فلماذا تخشى واشنطن طهران وليس الهند؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1321 - الثلثاء 18 أبريل 2006م الموافق 19 ربيع الاول 1427هـ