تضاعفت أرباح شركة الهواتف النقالة المشتركة سوني - أريكسون خلال الربع الأول من هذا العام، فبلغت قبل اقتطاع الضرائب 184 مليون دولار متخطية بذلك الرقم توقعات المحللين التي لم تتجاوز 130 مليون دولار. هذه الأرباح جاءت من مبيعات بلغت قيمتها نحو 230 مليار دولار. وقد بدأت الشركة في تحقيق أرباحها بدءا من الربع الثالث للعام 2003، إذ بلغت أرباحها، قبل اقتطاع الضريبة، خلال تلك الفترة 45,7 مليون دولار مقارنة مع خسارة بلغت 116 مليون دولار عانت منها الشركة خلال الفترة ذاتها من العام 2002.
ولم يكن أي من الخسارة والربح خارج توقعات الشركة المشتركة بين عملاقين في صناعة المعلومات والاتصالات وهما: سوني اليابانية وأريكسون السويدية. وقد بنت الشركة استراتيجيتها على تحقيق الربح بعد العام الثاني من نشأتها. وهذا سهل للشركة الاحتفاظ بحصتها من السوق العالمية التي تتراوح بين 6 في المئة و8 في المئة.
يعكس هذا النمو في مبيعات سوني - أريكسون نموا عاماً في صناعة وأسواق الهواتف النقالة، بحسب تصريحات الشركة التي تتوقع أن يصل سقف المبيعات إلى 900 مليون جهاز هاتف نقال مقابل 780 مليون جهاز في العام الماضي. ويحظى هذا التوقع بمباركة شركة فروست وسولفيان وهي شركة رائدة في أبحاث أسواق الهواتف النقالة، إذ يؤكد تقرير صدر عنها حديثاً استمرار نمو أسواق الهواتف النقالة حتى العام 2010. وهو نمو ينسجم أيضا مع توقعات شركة هوت تيليكوم (Hot Telecom) الرائدة في أبحاث اتجاهات صناعة وأسواق الاتصالات في العالم التي تتوقع أن يصل هذا دخل شركات الاتصالات على مستوى العالم إلى 1,6 تريليون دولار بحلول العام 2009، بزيادة سنوية مقدارها 335 مليار دولار بدءا من العام 2004 إذ لم يكن الدخل قد تجاوز 1,3 تريليون دولار.
من الأسباب الكامنة وراء هذا الزواج السويدي - الياباني كان رؤية كلتي الشركتين، وفي مرحلة مبكرة، للنمو المتوقع في أسواق الهواتف النقالة، والاستفادة من خبرات أريكسون في صناعة وبرمجيات الهواتف النقالة ما يضمن التفوق في الجوهر، وتجيير مهارات سوني وخبرتها الغنية في صناعة وخدمات الوسائط المتعددة، ما يضفي على المنتج مظهرا خلابا يغري الزبون بالشراء.
تلمست كل واحدة من الشركتين عناصر القوة عند الشريك المقترح، فضمت قواها وخبراتها التي كانت ثمرتها هواتف سوني - إريكسون النقالة التي نجحت في قضم نسبة من حصص في أسواق الهواتف التي تصنعها شركات أخرى منافسة.
شركتان أحداهما في أقصى الشمال والأخرى في أقصى الجنوب، كل منهما متخصصة في صناعة تكاد تكون منافسة للأخرى في بعض منتجاتها، تكتشفان عناصر القوة في اللقاء فلا تترددان في تأسيس شركة مشتركة أصبحت اليوم من بين أنجح شركات الهواتف النقالة في العالم
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1318 - السبت 15 أبريل 2006م الموافق 16 ربيع الاول 1427هـ