صناعة الإعلام هي فن وعلم وحتى ذوق، ومن لا يفقه هذه الصناعة وأدواتها فهو بكل تأكيد لن يستطيع تطويرها، خصوصا إذا كان المضمون يعبر عن توجه ايديولوجي واحد، وخط واحد، وحتى ثقافة واحدة من المجتمع البحريني الذي يعج بعادات وأديان ولهجات وطوائف مختلفة تمثل نسيج هذا المجتمع الذي يجعله مميزا من حيث هذا الثراء على مستوى المنطقة. وهو ما لا يستدعي جلب عناصر من الخارج إلا في حال تملكها الخبرة والكفاءة العلمية في المجال الإعلامي، بهدف الارتقاء ورفع نسبة المشاهدين للقناة، «لا» الاعتماد على خصائص أو معايير أخرى تعجب هذا المسئول أو ذاك بوزارة الاعلام. إن فكرة تغيير شكل فضائية البحرين هي محاولة لا بأس بها، على رغم انها محاولة متأخرة جداً مقارنة بفضائيات دول الجوار، فإضفاء لمسات التقليد المختلفة لا يعني بالضرورة تطويراً، خصوصا ان الوجوه لم تتغير كثيرا، ومن أصبح ضمن باقة بعض الوجوه الجديدة هم من لا صنعة لهم يتنقلون مثل البدو الرحل من وظيفة لأخرى، وإقاماتهم في البحرين الله أعلم.
البحث عن طاقات إعلامية حقيقية يجب أن تتحلى بـ «كاريزما»، وبالحضور الملفت على الشاشة الذي يكمله جانب الموهبة في التقديم والتحاور المصقول بالدراسة الاكاديمية، لأن هذا المجال هو مجال للإبداع على غرار التمثيل والغناء والرسم، أما غير ذلك فهو تحصيل حاصل.
هناك ترسبات تاريخية وحال من عدم الثقة صاحبت الإعلام المرئي الرسمي في البحرين لأسباب كثيرة، منها تقديم وجهة نظر واحدة لا تنقل حقيقة الواقع، بعكس ما ينقل في الصحف، بينما توجد صدقية أكبر لو تم طرح أية قضية بحرينية على أية فضائية أخرى التي بدورها تكسب رصيدا من المشاهدين البحرينيين. ولا ندري إن كان التطوير سيرصد أعداد المشاهدين بشكل علمي في أي البرامج أكثر مشاهدة، هذا ان كنا نشك أن الجمهور البحريني يتابع بالفعل فضائية البحرين.
فحتى العراق الذي يمر بظروف صعبة وقاسية، تميز على مستوى المنطقة في بعض فضائياته بالأداء والحضور اللافت، ما دفع ببعض الفضائيات المعروفة باحتضانهم في تقديم برامجها. وهناك أمثلة كثيرة، لكننا بانتظار الحدث والتطوير «الكبير» الذي نأمل من تصريحات المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس الأول ان تصدق وأن لا تكون مثيلة لسابقتها...
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1318 - السبت 15 أبريل 2006م الموافق 16 ربيع الاول 1427هـ