في الأسبوع الماضي... وعندما طرحت مشكلة المواطنة البحرينية مع المركز الصحي التابع لمنطقة سكناها الواقع في مدينة حمد، جاءني اتصال من العلاقات العامة في وزارة الصحة للاستفسار عن المشكلة... وصاحبة المشكلة... والممرضة التي تسببت في المشكلة... وأنا بدوري أوصلتهم للمواطنة الشاكية.
العلاقات العامة في وزارة الصحة تحاول أن تبرر بأن الذي قامت به الممرضة هو ضمن التعليمات الصادرة من قبل الوزارة إلى جميع المراكز الصحية... والتي تقول إن الكثير من المراجعين للمراكز لا يحتاجون إلى العلاج... وإن وقت الطبيب المناوب مهم ومن المفترض أن يكون هذا الوقت مخصصاً للمرضى فقط... وعلى هذا الأساس فإن التعليمات تعطي الصلاحية للممرضة الموجودة والمؤهلة عملياً بفحص المرضى وفرزهم، والذي يحتاج إلى معاينة الطبيب المناوب يدخل، والذي يحتاج بندول فقط لا يدخل.
هذه التعليمات صحيحة ونحن بدورنا نباركها... لأن بعض الذين يذهبون إلى المراكز الصحية لا يحتاجون إلى العلاج، والبعض يذهب فقط لإقناع الطبيب بإعطائه إجازة تعفيه من الدوام في اليوم التالي، وبعض الأمهات يعتقدن بأن أبناءهن مرضى وما هم بمرضى... كل هذا أعطى الحق للممرضة المتمرسة في عملها بالكشف الأولي على المرضى وفرزهم، ثم تحديد الأسماء التي تدخل على الطبيب.
لكن المشكلة التي طرحتها بشأن المركز الصحي في مدينة حمد... والتصرف الغريب للممرضة المسئولة والطبيب المناوب... تختلف كثيراً عما تحاول الوزارة تبريره للرأي العام، ولو كانت العلاقات العامة في الوزارة تدقق جيداً في كل كلمة كتبتها في مقالي لعرفت أن المقصود من ترك الاختيار للأم المفزوعة لاثنين فقط من أبنائها الثلاثة المرضى، يعني أن الممرضة لم تقم بواجبها الموكل لها وهو الفحص الأولي للمرضى وفرزهم، وهي فقط تركت عملية الفرز والاختيار للأم... وهذا هو الإهمال بعينه.
وزارة الصحة يفترض فيها أن تكون من أكبر الوزارات في مملكة البحرين... ويفترض أن تكون فيها أكبر وأحسن الكفاءات سواء من البحرينيين أو من غير البحرينيين والذين تحتاجهم البحرين إلى التشخيص الدقيق والصحيح لجميع الأمراض، لأن العلاج الصحيح للتشخيص الخطأ يعتبر علاجاً خطأ... وما أكثر التشخيص الخطأ الذي أودى بحياة الكثير من المواطنين... لذلك يفترض أن يكون هناك جهاز كبير يحكم المراقبة الشديدة على جميع العاملين في هذا الحقل المهم... لأن صحة المواطن مهما كبر أو صغر هي التي من المفترض أن تكون الشغل الشاغل لعمل الحكومة، ثم تأتي بعده الأشياء والمواضيع الأخرى.
المتتبع لعمل وزارة الصحة يرى أن الوزارة تحاول أن تؤدي الدور الملقى على عاتقها، وهذا شيء جيد... ولكن توجد (مع الأسف) الكثير من الخروقات في العمل، وهذه الخروقات صادرة عن أناس لا يحبون تحمل المسئولية... صحيح أن هؤلاء الناس قليلون جداً، ولكنهم يؤثرون على سمعة الوزارة، وبالتالي يؤثرون على سمعة وعمل الغالبية من الموظفين الجيدين والممتازين في الوزارة... ونحن نطلب من الوزيرة أن يكون لها حساب شديد مع جميع الموظفين المهملين في عملهم.
الإهمال في العمل، وخصوصاً على مستوى بلد صغير مثل البحرين تكون له نتائج وخيمة... وهذا هو ما حصل في مشكلة غرق البانوش (الدانة) منذ أيام... وصحة المواطنين مع طريقة تطبيبهم ومعالجتهم والعناية بهم تحتاج إلى قدر كبير من الحرفية في العمل... ولا يوجد مكان للإهمال أو التقاعس في الصحة، فالصحة تعني الحياة، والإهمال يعني الموت، ويا روح ما بعدك روح... هذا هو قانون الحياة.
عندما كنا في مجلس رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة... وذلك منذ شهرين تقريباً... وقف رئيس المجلس البلدي للمنطقة الجنوبية خالد شاهين متحدثاً، وطرح الكثير من المشكلات التي يعاني منها المرضى والمراجعون لمركز السلمانية الطبي، وتكلم كثيراً عن المستوى الهابط للخدمات التي يقدمها هذا المجمع الطبي الكبير الذي يعتبر المستشفى الحكومي الرئيسي في البحرين.
بعد ذلك قدمت الوزيرة وعوداً بتحسين الخدمات المقدمة من هذا المركز الرئيسي لوزارة الصحة... الوعود كانت تشمل تحسين مستوى العلاج، وتحسين مستوى الوجبات المقدمة، وتحسين مستوى نوعية الأدوية المقدمة، وتحسين مستوى جميع العاملين، وتحسين مستوى النظافة العامة في المجمع.
هذه كانت الوعود المقدمة من أعلى سلطة صحية في المملكة... ولكن هل تم كل، أو بعض من الوعود المقدمة؟... لاندري، ونترك الحكم عليها لأهالي المرضى الموجودين أو المراجعين لمركز السلمانية الطبي
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ