العمل السلمي أجدى نفعاً... هذه هي الرسالة التي يجب أن تتضمنها خطاباتنا جميعاً، بحيث تصل الى الصغير والى الكبير، والى كل متحرك في سبيل هدف من الأهداف السياسية.
إن شبابنا اليافعين أمانة في أعناقنا جميعاً، ويجب علينا ان نتوجه اليهم لكي تصل اليهم الفكرة بأن من يدفعهم إلى حرق الاطارات والحاويات ومصالح الناس لا يحبهم ولن يساعدهم في الوصول الى مبتغاهم.
إن ما هو متوافر في البحرين اليوم من امكانية التظاهر سلمياً، والاعتصام سلمياً، والتعبير عن الرأي في المنتديات والندوات، وفي هامش غير قليل من الصحافة لا يترك ذريعة لمن أراد ان يوصل صوته وأن يخبر الآخرين عن أهدافه أن يلجأ الى أساليب تضره أولاً، وتضر أهل منطقته وبلده، ولا تجلب له اي مناصر لما يود طرحه على الناس. العمل السلمي له صدى أقوى، لأنه يجتذب الأنظار نحو القضية العادلة، أما ما دون ذلك فانه يبعد الناس عن الموضوع الأساس، ويؤكد علامات الاستفهام المطروحة حول طبيعة من يؤجج الساحة باتجاه التصادم بين الأهالي وقوات الأمن.
إن هناك من يحاول الصيد في الماء العكر، وهناك من هو على استعداد ليثبت نظريته العنصرية والطائفية ضد فئة كبيرة من شعب البحرين، وهؤلاء معظمهم من المستفيدين سابقاً من قوانين القمع، وهم يتمنون عودة الماضي الذي كان يمدهم بالمال الوفير على حساب معاناة الناس. إن هناك مطالب مشروعة، سواء كانت هذه المطالب هي الإفراج عن معتقلي المطار والمعتقلين الآخرين، أو المطالبة بوظائف، أو بإنصاف ضحايا حقبة أمن الدولة، أو بأي مطلب سياسي آخر يتحرك على الساحة. المادة التاسعة عشرة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان تفرض احترام حرية التعبير على حكومات كل الدول، وتفسح المجال للانسان بأن يمتلك الوسيلة السلمية لإيصال صوته. ولذلك، لا يمكن لأحد أن يسحب هذا الحق الأصيل الذي أصبح ركناً ثابتاً لجميع مواثيق حقوق الانسان، والذي تعترف به معظم دساتير الدول، سواء كان هذا الاعتراف نظريّاً أم له واقع عملي. ولكن المادة التاسعة عشرة تركز على الحق الذي ينطلق بوسائل سلمية، ولذلك فان أي مجتمع، وأية جماعة تطالب بهذا الحق، عليها ان تثبت للعالم أجمع انه لا تتوافر لها الوسائل السلمية لممارسة هذا الحق، وإلا فان مثل هذه الجماعة لا تحصل على تأييد المنظمات الحقوقية الدولية.
المطالبة بالأسلوب السلمي ترفع من شأن المظلوم، وترفع من شأن القضية المطروحة، أما الأساليب الأخرى فانها تقلب الطاولة على فاعلها، حتى لو كان صاحب حق. ومثل هذا الحديث ليس جديداً، وإنما هو ما تكرر على لسان المطالبين بحقهم في الحقب الماضية، وأثناء انتفاضة التسعينات، وحالياً أيضاً. انه الحديث ذاته الذي أكسب تعاطف العالم مع انتفاضة التسعينات، وهو الواجب اتباعه في فترتنا الحالية، وفي المستقبل
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ