الثامن والعشرين من ابريل/ نيسان الجاري يقترب، وامتحان فرسان لبنان يقترب وتزداد صعوبته. مؤتمر الحوار الوطني اللبناني في إجازة «منتصف الفصل»، فالمتحاورون يراجعون ما تم إنجازه في النصف الأول، ليقدموا في هذا اليوم إجابات تثبت فعلا جدية المراجعة الجماعية التي دخلوا فيها خلال الـ 25 يوما الماضية. جميع الجلسات السابقة وحتى آخرها أثبتت أن الحوار غايته معركة الرئاسة أولا وأخيرا، إذ إن بقية المشكلات هي «فولكلورية»، يمكن حلها على طاولة مجلس الوزراء. بمعنى آخر ملف الرئاسة اللبنانية «صناعة خارجية» بامتياز، وأن الداخل اللبناني ما هو إلا «الحلقة الأضعف»، ولا يملك حق «الفيتو» على أي اسم يتم الاتفاق عليه بين عواصم القرار وبالتالي وهم الرغبة في رئيس «صنع في لبنان» ليس إلا وهم وضرب من الخيال.
يا «فرسان الطاولة المستديرة»، اللبنانيون قلقون متخبطون يلتقطون أنفاسهم، وهم يترقبون الحوار، كما أن غالبيتهم موجوعون من كثرة التأجيل، فبلدهم أصبح أشبه بدولة «هجرها الفرح»، اللبنانيون يعلمون أن غاية حواركم ليس الجلوس على الكراسي من أجل طاولة مستديرة، بل الجلوس حول طاولة مستديرة من أجل «الكرسي الأول». مشكلة فرسان لبنان أنهم يحاولون الخروج من «عنق الزجاجة»، كلهم في وقت واحد. وهذا أمر مستحيل، لذلك هم يوهمون أنفسهم ويوهمون الشارع الموجوع أنهم يسيرون باتجاه الوصول إلى حل، بينما هم في الواقع يسيرون في طريق «المأزق الكبير». جميعهم يعلمون أن الخروج من المأزق (في الدول الديمقراطية) يكون بإحدى الطرق: انتخابات مبكرة مبكرة، أو عن طريق تصادم في الشارع... والفرسان يرفضون الحلين ليحافظوا على الأزمة
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1316 - الخميس 13 أبريل 2006م الموافق 14 ربيع الاول 1427هـ