أستغرب كثيراً عندما يتطلب الأمر وجود تحكيم للعقل بشكل معقول على الأقل في أي من تلك المواقف الكثيرة والكبيرة التي تعصف بنا بين فترة وأخرى، أو رأي سديد في أحد الحوادث الدائرة رحاها بيننا ... أيا كان شكلها ... ووقتها ومكانها، من بروز ثلة في المجتمع لا نستطيع إلا أن نسميهم بسُفهاء القوم، يتصدرون الموقف في بث أفكارهم وتأويلاتهم وشكوكهم عن طريق خطب عصماء بها الكثير من الأدلة والبراهين الوهمية والتي لا يتطلب إقناع الحاضرين بها أي جهد، كونهم اكتسبوا صفة «السفاهة» من متحدثهم، فهم لديهم قابلية إسفنجيه كبيرة ومتعطشة لاستقبال هرطقات وتخاريف لا تعد ولا تحصى.

والأغرب من هذا كله، عندما يأتيك أحدهم ليبرر الموقف الذي اكتسبه من «كبيرهم» ليدعم ما قاله بل ويزيد عليه قليلاً وكأنه واقع ملموس وليست مجرد فرضيات وتخيلات وربما تصل إلى التخاريف لا أكثر ولا أقل، بنى عليها أفكاره وخرابيطه وتناسى أن ما بني على باطل فهو باطل.

جزء كبير من المجتمع مبني على هذه الثقافة (السفاهة) ماذا تنتظر منه أن يعطيك... أو يقدم اليك... غير تلك الأفكار الساذجة والسطحية أو اقتراحات لا تمت بصلة الى مشكلتك الرئيسية بقدر بحثهم عن حلول لمشكلات وهمية غير موجودة أصلا!

والشيء بالشيء يُذكر... فهل تذكرون قصة حسين بن عاقول يوم يروح البصرة في مهمة رسمية / محاماتية، ويرجع ليفاجأ بزواج أمه من الجار بوصالح باكتمال صفقة أخيه سعد من زواجه بصالحة بنت بوصالح؟... هذه المفاجأة والصدمة التي أصابت حسين بن عاقول بالضبط هي الصدمة التي تصيبنا مع كل حدث يصيب البحرين أيًّا كان المتسبب. عندما تسمع تحليلات سفهاء القوم