حسنا فعل رئيس الحكومة العراقية إبراهيم الجعفري حين قرر عدم إرسال وفد عراقي للاجتماع الذي عقد في مصر لبحث المسألة العراقية، للتعبير عن الاحتجاج على التصريحات الأخيرة للرئيس المصري حسني مبارك، التي كانت بحق بمثابة خنجر عربي آخر في ظهر كل الشعب العراقي، وليس في ظهر الشيعة فقط. فمصر لم تعد مؤهلة للعب دور الوسيط في أية اجتماعات من هذا النوع، لأنها لم تعد طرفاً حيادياً ونزيهاً بل أصبحت جهة منحازة، وربما محرضة لطرف ضد آخر، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على مصير العراق.
يتوهم كل من يظن أن كلام الرئيس المصري كان زلة لسان أو هفوة غير مقصودة، بل كان مدروساً بعناية للحد الذي لم تنجح معه جهود الدبلوماسية المصرية للتخفيف من شدة التصريح، حين أصدرت بيانا أشبه بمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء!
تصريحات مبارك خطيرة في الزمان والمكان، ويجب الوقوف عندها لأنها تتزامن مع الحرب القذرة التي تشن الآن ضد الشيعة العراقيين، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء، كما أنها تشكل دعما لكل الذين يسعون لإشعال الحرب الأهلية بين الشيعة واخوتهم السنة في هذا البلد، والتوترات في عموم المنطقة، كما تكشف التصريحات جانباً من الغموض الذي اكتنف قضية السفير المصري في العراق الذي خطف وقتل في ظروف غامضة والدور الذي كان يلعبه
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1316 - الخميس 13 أبريل 2006م الموافق 14 ربيع الاول 1427هـ