العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ

الجنقل بار... والمناهل

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

منذ يومين... وفي أثناء المناقشات الدائرة في مجلس النواب... تطرق النائب وشيخ الدين محمد خالد إلى موضوع عدم التزام وزارة الإعلام بإغلاق البارات التي يطلق عليها جنقل بار، وسحب تراخيص المرافق (ويقصد فيها البارات) التي تخالف القوانين، وزيادة حملات التفتيش على الشقق المفروشة التي تستخدم كأوكار، وزيادة عدد المفتشين... وزير الإعلام من جهته قال إن بعض المطاعم تستخدم (مناهل فقط).

الآن بعض هذه الأمور، أو الكلمات المستخدمة... غير معروفة لدى الكثير من شباب اليوم، أو غير معروف لهم مصدرها... مثل كلمة جنقل... وهي كلمة أطلقت صفة في حق الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون لقارة أميركا... وأطلق عليهم هذه الصفة الغزاة الأوروبيون الذين كانوا يلاحقونهم ويقتلونهم... وجنقل يعني «المتوحشون».

أما هنا في البحرين فنحن عرفنا كلمة جنقل من الصفة التي نطلقها على الهنود الحمر في الأفلام الأميركية القديمة... ثم في نهاية الستينات من القرن الماضي وصلت إلينا بدعة جديدة وهي عبارة عن خاتم حديدي كبير يوجد علية رأس محارب هندي مع الريش المصفوف على رأسه... وكان هذا الخاتم يسمى جنقلي.

لأن الخاتم الجنقلي كبير وله أضلاع عدة، فإن بعضاً من الشباب (الفتوة) كانوا يستخدمونه كسلاح، ويضعونه في اصابعهم علامة على استعدادهم لضرب كل من يختلف معهم... وكنا نطلق على هؤلاء الشباب الفتوة اسم (لوفر)، وأشكالهم معروفة بالبنطلون الضيق والقميص المفتوح الصدر، أو الثوب والغترة على الكتف... ارتبطت صفة الجنقلي مع صفة اللوفري، وكلاهما يمثل صفة المتوحش الغير مثقف، وغير العابئ بالقوانين، والفوضوي الذي مستعد للمشاجرة في أي وقت وأي مكان ومع أي كان..

الجنقل بار هو تعريف للحانة التي تقدم الكحول بأقل الأسعار... وهذه الحانة أو البار ليست مرتبطة بأي من الفنادق، هي فقط مفتوحة على أساس مطعم درجة أولى (كترخيص)، ولكنها لا تقدم المأكولات، ولا يوجد بها ما يوحي بأنها مطعم... سجاد قديم، كراسي مكسرة، طاولات مهكعة، ودخان كثيف... كما وأن زبائنها من الأشخاص ذوي الدخل الأقل من المحدود... أو المعدمين الذين من الممكن أن نطلق عليهم جنقل، ومكان شربهم يكون في الجنقل بار... ولا يوجد في البحرين سوى واحد فقط.

في بلادنا يوجد الكثير من فنادق الدرجة الممتازة والدرجة الأولى التي يوجد فيها البارات والمطاعم التي تقدم الكحوليات، كذلك يوجد في البحرين الكثير من مطاعم الدرجة الأولى التي يسمح لها ترخيصها بتقديم المشروبات الكحولية مع الوجبات، وهذه المطاعم منتشرة في العاصمة وضواحيها وما حولها... كذلك يوجد لدينا الكثير من المباني التي يوجد لديها ترخيص على أساس أنها شقق فندقية.

هذه جميعها... الفنادق والمطاعم والبنايات... تخضع لقانون المراقبة من قبل وزارة الإعلام، لأن هذه الوزارة هي التي تسيطر على التراخيص السياحية... هي التي تمنح الترخيص بعد استيفاء الشروط المطلوبة، وهي التي تفتش وتتأكد من عدم وجود المخالفات التي تستدعي الإنذار ومن بعده التغريم والإغلاق. وإذا حصلت أي من المخالفات في أي منها، ولم تتخذ وزارة الإعلام أية إجراءات فإن الوزارة مساءلة على تكاسلها، أو على غض النظر عنها بتعمد أحياناً... والرد الذي ساقه وزير الإعلام على مساءلات النائب محمد خالد غير مقنع بتاتاً... لأن التجاوزات موجودة (عيني عينك)... في الفنادق والمطاعم والشقق.

في بعض المطاعم يقدم فقط المشروبات الكحولية ولا يقدم الأكل، والوزير يعلم بذلك ويسميها (منهل) مع أنها في اللغة العربية حانة... وبعض المفتشين التابعين لإدارة السياحة يعرفون هذه المطاعم المخالفة بالاسم، لأن بعضهم يذهبون إليها ويشربون ويتعشون ليلياً ببلاش... والعجيبة أنهم يجلبون معهم جميع أصدقائهم.

الشقق الفندقية... حدث ولا حرج... تؤجر الكثير من الغرف لبنات معروفات من جنسيات معروفة، ثم ينشر بين البحرينيين أو السواح الخليجيين المعلومات والمواصفات الكاملة عن البنات الموجودات مع أرقام غرفهن وأرقام هواتفهن... وتوضع أسعار كبيرة على الشخص الراغب في التأجير اليومي لشقق البناية.

الموضوع نفسه وعلى الشاكلة نفسها تكون بعض فنادق النجوم المتدنية... نجمتين وثلاثاً... وطبعاً وزارة الإعلام ليس بيدها أن تعمل شيئاً ضد هذه المخالفات لأنها تعلم جيداً من يكون مالك هذا الفندق أو تلك الشقق الفندقية.

حتى الجنقل بار لا يمكن لوزارة الإعلام إغلاقه..

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً