العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ

التاريخ يتحدث عن ملاحم ذهبية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لا أريد أن ألبس ثوب القاضي ولا ثوب الخصم، لأني أرفض أن أكون في محكمة تاريخية تنميطية تضطرني أن أقدم في كل مرحلة تاريخية ورقة اثبات حسن السير والسلوك لوطنيتي. حب الوطن لغة لا تعلم بالاستعراض الإعلامي، وإنما هي موقف منتصب على هامة تاريخ تسجل فيه أفضل المواقف.

حب الوطن يسري في الإنسان مع الكريات الحمراء والبيضاء. ليس لأحد أن يحفر بأظافره قدرا له أو تاريخا مزيفا، فالتاريخ هو الذي يتكلم ويتحدث. عالمنا العربي ينطبق عليه المثل القائل: يضع الديك المحظوظ بيضا وهذه هي أساس المشكلة. مهما عملت لتثبت وطنيتك فأنت متهم فيها، وهنا لا يسعني إلا أن أقدم باقة ورد مليئة بالحب والتقدير لسمو رئيس وزراء الكويت لموقفه النبيل، لأنه سجل بتصريحه موقفاً تاريخياً نبيلاً عندما طرح حقيقة موقف الشيعة في دعمهم مع اخوانهم السنة للحفاظ على شرعية وبقاء الكويت كويتية ضد الغزو العراقي.

لا أريد أن أسكن في التاريخ للوقوف على الرمال الذهبية في المناطق الجمالية فالتاريخ يزيدك إكبارا لهذه المواقف، ولكني في الوقت ذاته مؤمن بان الاتهام بعدم الوطنية أصبح ورقة سياسية تستخدم للإثارة، ولخلط الأوراق، وليبقى الإنسان دائما في محل الدفاع، تماما كما يفعل تجاه الأقباط وليس الشيعة فقط.

ان الحكم بالإعدام على الشخص أهون عليه من الحكم عليه بعدم الوطنية. لن أتكلم كلاماً إنشائياً وإنما سأطرح أرقاماً وأسئلة مباشرة وسأذكر هنا مصادر تعزز موقف رئيس وزراء الكويت لمواقف وطنية للشيعة والسنة بل وحتى المسيحيين في وقوفهم مع الأوطان، حتى في مصر للأقباط مواقف ضد الاستعمار، ولهم مواقف مشرفة في حرب 67 وحرب 73 لكنها لا تذكر، ويبقى التشكيك في وطنيتهم هو الأسلوب المتبع.

موقف الشيعة في البحرين من ادعاءات شاه ايران، راجع كتاب «دراسة عن الحركات والجماعات السياسية في البحرين» للكاتب الكويتي فلاح المديرس. موقف الشيعة الوطني للدفاع عن الكويت ضد الغزو العراقي كتاب «الاحزاب الاسلامية في الكويت» لسامي الخالدي، ط 1999.

موقف الشيعة في الدفاع عن عروبة العراق ضد الانجليز، وموقف الفقهاء للدفاع عن التراب العراقي إذ وقف الشيعة والسنة في موقف بطولي للدفاع عن الوطن، راجع كتاب «العمامة والصولجان» لخليل علي، دار قرطاس للنشر، أما عن المواقف التى وقفها الفقهاء في النجف وكربلاء في دعواتهم للتلاحم والذود عن تراب الوطن حتى استشهد العشرات من أبناء العراق فراجع ثلاثة كتب مهمة الاول «شيعة العراق» لاسحاق النقاش، دار المدى، وكتاب «الشيعة والدولة القومية في العراق»، لحسن العلوي، وأهمها على الاطلاق كتاب عبدالله النفيسي «دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث». هناك عشرات المصادر التي تتحدث عن هذه المواقف عربية وغربية. وحتى لا أطيل، سأنقل بعض الفقرات التي كتبها بعض المؤرخين التي تثبت هذا التاريخ الجميل من الدفاع عن الوطن، وهي المواقف التي ذكرها الباحث وميض جمال نظمي في كتابه «الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية»، الناشر مركز دراسات الوحدة العربية. ففي ص122 يذكر موقف الفقهاء ضد الاستعمار الايطالي (ففي أواخر العام 1911، أعلن مجتهدو العراق، بمن فيهم السيد اليزدي الجهاد ضد الغزو الايطالى لليبيا. وتشكلت في جميع أنحاء العراق لجان لهذا الغرض، ولعب الشيعة فيها دورا فعالا جدا، وكان إسهامهم في الجهاد الليبي يعني في الواقع مناصرتهم عن بلد لا يلتقون به مذهبيا وكذلك عن الوحدة العثمانية).

وذكر المؤلف مواقف أخرى في وقوفهم ضد الغزو الروسي، وفي العراق كلنا نذكر ثورة العشرين ضد الاستعمار الانجليزي، وحتى في البحرين وقفت الطائفتان الكريمتان ضد الاستعمار الانجليزي، راجع مذكرات عبدالرحمن الباكر «من البحرين الى المنفى». وهناك مواقف ذكرها المستشار بلغريف في مذكراته. ويقيني أن الأوطان تقام على سواعد المخلصين للوطن ومن كل الطوائف والمذاهب والاديان. وفي العراق يقف الكردي والشيعي والسني والمسيحي للدفاع عن الوطن، وكذلك في لبنان والخليج والبحرين. فدعونا نعمل جميعا للحفاظ على أوطاننا متلاحمين لأجل الوحدة الوطنية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً