العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ

المرأة والجهد المضاعف لكسب الثقة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في بعض تعليقات النساء على المقالات السابقة، بين معارضات ومساندات لما كتبت، أرى انه على رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حصلت عليه النساء مازال الكثير منهن يتحفظن على تقليد النساء المناصب القيادية بحجة ان المرأة مليئة بالعقد النفسية، وبأنها تسيء الحكم في الكثير من الأمور السياسية ووجود الغيرة والحسد يشعل الكثير من المشكلات والضغائن بينهن، فتقول احداهن «الله لا يسلط امرأة على أخرى»! وقد أبرر ذلك بأن السبب قد يعود إلى حداثة عهد المرأة بالعمل نسبة إلى الرجل ما قد يؤدي إلى انعدام الثقة بالذات والخوف الذي يدفع النساء إلى تصرفات غير ناضجة وقد تكون صبيانية أحياناً. وبما أن المرأة قليلة الثقة بنفسها وغير متمكنة من الممارسة العملية خارج البيت فإن ذلك قد يؤثر على حكمها السئ على الأخريات والنظر بعين الشك إلى قراراتهن وبالتالي عدم تقديرهن لبعضهن بعضاً، ما يخلق سوء الفهم، ولذلك نرى القصور في انتخاب بعضهن وتفضيل الرجل لإدارة الأمور الحساسة وحتى ان تقلدت احداهن المناصب المهمة، فتقف لها النساء بالمرصاد في انتظار غلطاتها كي يحاسبنها عليها واثبات عدم جدارتها في الموقع! في الوقت الذي نجد في الكثير من المواقع الرجل غير الكفء في أداء مهماته ولكن النظرة الدونية لا تطاله كما تطال المرأة، وذلك ليس رأفة به لكن بحكم نظرية المجتمعات التي تعودت على أن غلطات الرجل أشياء اعتيادية ولا غبار عليها وفي الكثير من الأحيان لا يحاسب عليها! بل قد يحدث العكس فيجازى بل ويستمر تكريمه على سوء أدائه بحيث قد يرقى إلى رتبة أعلى! أما اذا كانت امرأة فقد تعزل من وظيفتها ويشار إليها بعدم جدارتها وقلة خبرتها في إدارة مثل هذه المهمات الصعبة والتي لا تناسبها! وتحضرني السنوات الأولى أثناء ممارستي مهنتي كطبيبة، وكيف كان المراجعون الرجال مترددين في تحصيل العلاج، مع ان دخولهم للعلاج لم يكن فيه اختيارات كثيرة لقلة عدد الأطباء وقتها. وكانوا ينظرون لي بالكثير من الشفقة والتردد والشك في إمكاناتي وقدراتي المهنية في علاجهم. وكنت أشعر بأنني امام امتحان صعب ويستوجب علاجي أن يكون عالي المستوى للتمكن من كسب الثقة. وانا لا ألومهم لذلك التشكيك في الكفاءة، فالسبب هنا واضح وصريح وهو عدم تعود الرجل على التعامل مع المرأة في العلاج ويعلم الله أنني كنت ابذل الجهد مضاعفاً وتنتابني الكثير من الضغوط النفسية لكسب تلك الثقة، في الوقت الذي كان زملائي الأطباء لا يشعرون بتاتاً بمعاناتنا في هذا المجال، ولكن بعد الممارسة لسنوات طوال تمكنت من كسب ثقة المراجعين من الجنسين، وحينها فقط هدأت أعصابي وتمكنت من اعطاء الوجه المشرق والمضيء للمرأة في مجتمع كان مغلقاً بعض الشيء! وتمكنت مع الكثير من زميلاتي من اختراق معظم المهن واثبات الجدارة والتميز في معظم الأماكن التي عملنا بها وبذا تم ما تريده المرأة من انجاز. ولكن على رغم كل هذا النجاح مازلت أسمع أحياناً من تقول انها لن تجازف في إعطاء المرأة الثقة للعلاج وانها مازالت تفضل الرجل دائما، وانه الأكثر جدارة»... مع الأسف الشديد.

وقد احزن لذلك ولكن حينما أرى المسافة التي قطعناها في حصيلة المشوار من التقدم، يدب الفرح في قلبي ثانية، وأرى ان لابد للرجل ان يكون المساند الأول لمساواة المرأة وحصولها على حقوقها المتبقية، وخصوصاً السياسية في أيامنا هذه، وحينها ستتثبت ثقة المرأة ببنات جنسها للحصول على مجتمع أكثر توافقاً وتقدماً

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1315 - الأربعاء 12 أبريل 2006م الموافق 13 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً