في خضم الظروف الحرجة التي يواجهها العراق من حرب بشعة وتعثر سياسي، يتوخى العراقيون من إخوانهم العرب دوراً كبيراً ينقذهم من الكابوس الذي حل ببلادهم عقب الاحتلال الانجلو أميركي. بيد أن التصريحات التي أطلقها أحد الزعماء العرب ذويي التأثير السياسي في المنطقة بأن ولاء الغالبية الشيعية في العراق بل وفي بعض الدول المجاورة الى إيران أكثر من ولائهم لأوطانهم فيها كثير من مجازفة الحقيقة، بل وتعتبر اعتداءاً صريحاً في وطنية شريحة كبيرة من المجتمع العربي.
ليس هذا فحسب ولكن تلك التصريحات مهدت الطريق الى بقاء القوات الأجنبية في العراق من خلال تخويف أهله بأن خروجها الآن سيشكل كارثة.وكأن هذا الزعيم يريد أن يقول إنه يقف بثقله الى جانب فئة معينة في العراق ضد فئة أخرى ويدعم وجود المحتل.
لم يخبرنا التاريخ عبر العصور بأن هناك شريحة في المجتمع العربي تآمرت ضد وطنها وكرست ولاءها الى دولة أجنبية. صحيح ربما يكون هناك قليل من السياسيين المعارضين يستعينون بالخارج ليحصلوا على مكاسب معينة،وربما هناك تقليد ديني الى مرجع أو عالم ما خارج حدود الوطن ولكن لا يبرر هذا الطعن في ولاء أحد الى الدولة مسقط رأسه.
وبالعودة الى الحالة العراقية يعلم الجميع أنه عندما اجتاحت القوات الغازية هذا البلد كان أول شهيد سقط دفاعا عن وطنه من السكان الشيعة وذلك على مشارف النجف وهو الشهيد علي جعفر موسى النعماني. فكيف بالله عليكم أن يقاوم هذا الشاب قوات الدولة العظمى التي جاءت لتخليصه من براثن صدام الذي أذاق طائفته الأمرين لولاء الوطنية؟. لقد قاتل هذا الفتى من قبل في صفوف الجيش العراقي السابق المكون من الغالبية الشيعية ضد إيران. كما أن ثورة العشرين تثبت الولاء للعراق.
إذن مثل هذه التصريحات ومن قبلها تصريحات زعماء آخرين لا مبرر لها على الإطلاق خصوصا ونحن في وقت عصيب تسعى فيه كل مؤتمراتنا وقممنا العربية دائما الى رتق الفوارق الطائفية بين مجتمعات المنطقة
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ