قبل يومين انعقدت الجمعية العمومية لشركة بنفت وأثناء الاجتماع عرض مجلس الادارة تقريراً تناول فيه مسيرة الشركة خلال العام 2005 والإنجازات التي حققتها، وكانت كثيرة، وليس ارتفاع صافي الدخل إلى 510 آلاف و709 دنانير قياساً إلى 259 ألفاً و343 ديناراً في العام 2004 مسجلاً زيادة بلغت نسبتها 97 في المئة سوى أحدها.
ومن إنجازات الشركة الأخرى التي تستحق التوقف عندها هي تشغيل بوابة الدفع الالكترونية لخدمة قطاع المؤسسات المالية في البحرين، وقرار الشركة أنه في العام 2006 ستنظر في إنشاء كيان مصرفي على الانترنت للمؤسسات المالية المهتمة.
هذه الإشارة السريعة التي جاءت في التقرير والتي نوهت إلى عزم الشركة على ولوج عالم الأعمال الإلكترونية من خلال التأسيس لكيان مصرفي على الانترنت ستكون له انعكاساته الإيجابية العميقة على أداء الخدمات المالية في البحرين، وستكون من المشروعات الجريئة الرائدة التي ستفتح المجال واسعا أمام توسيع نطاق هذه الخدمات والارتقاء بأدائها، الأمر الذي من شأنه ان يصب في سياسات وجهود تحويل البحرين كمركز مالي متطور في منطقة الشرق الأوسط.
ويشار إلى أن شركة بنفت هي أكثر المؤسسات المالية العاملة من البحرين أهلية لتنفيذ هذا المشروع الرائد لأسباب كثيرة من بين أهمها الطبيعة الهيكلية التي تتمتع بها بنفت والتي هي كونها تضم تحت جناحيها نحو 14 مؤسسة مصرفية تمارس أنشطتها من البحرين ومن بين أهم تلك المؤسسات بنك البحرين الوطني وبنك البحرين والكويت والبنك الأهلي المتحد.
هذ الأمر يسقط الكثير من الصعوبات التي غالبا ما تقف عقبة أمام أي مشروع عمل جماعي أو مشترك تساهم فيه وتنعم بخدماته مجموعة من المصارف. فتقديم خدمات مصرفية لأكثر من مصرف عبر منصة واحدة هي خطوة جريئة يصعب على شركة غير بنفت التصدي لها.
كما يأتي ملكية بنفت لبوابة الدفع الإلكتروني المركزية عاملا إيجابيا آخر يعزز من ضرورة وجود مصرف موحد على مستوى المملكة ينفذ العمليات المصرفية الإلكترونية عبر الانترنت، وتتحلق حوله الخدمات المالية الأخرى التي نحن ثقة على عدم غيابها عن أعين إدارة شركة بنفت.
بقيت مسألة في غاية الأهمية ولابد من الإشارة إليها، هي أن أحد الأسباب الكامنة وراء هذه الإنجازات هي الكفاءات القيادية البحرينية التي حلت مكان الأجنبية السابقة، ويقود هذه الكفاءات رئيس بنفت التنفيذي عبدالواحد جناحي، الذي نجح في استقطاب مجموعة بحرينية شابة وكفؤة في الصناعة المصرفية الإلكترونية. وهذا الأمر هو الذي يملؤنا ثقة بأنه إذا قالت بنفت إنها ستنفذ مشروعا لا نملك إلا أن نصدقها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ