تواجه الأمة العربية الكثير من التحديات التي تستوجب منها قيادة وشعوباً أن تتوحد لمواجهتها والتحصين لعدم تكرارها، ومن ابرز هذه التحديات الوضع القائم في العراق والناجم عن الاحتلال الأميركي الذي مرت ذكراه المشئومة الثالثة قبل أيام.

فالشعب العراقي يواجه القتل والدمار والتخريب لمقدراته في حين لم تظهر في الأفق أية بوادر لاستقرار أو تقدم ديمقراطي يعيد هذا البلد إلى الوضع الذي كان يعيشه على رغم بطش صدام.

وهناك قضيتنا المركزية والمحورية فلسطين التي تشهد في ظل تولي حركة «حماس» السلطة عمليات بطش ومقاطعة مالية وسياسية دولية في حين يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تصعيد عسكرية يومية أدت لمقتل عشرات القيادات الميدانية من مختلف الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة «فتح».

وهناك التهديد بفرض عقوبات بل وحتى القيام بعمليات عسكرية تستهدف سورية ولبنان بحجة معرفة الجهة التي اغتالت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في حين الغاية هي إخضاع دمشق وقطع السبيل أمام وجود علاقات متميزة بينها وبيروت وطهران.

السودان يواجه مخاطر التدخل الدولي بحجة الحرب الأهلية في دارفور التي تحاول الأطراف الدولية تأجيجها وليس حلها لإيجاد موطئ قدم لها في غرب السودان الذي نجح في إخماد حرب الجنوب. كما لاتزال الجزائر تعاني من المواجهات الدامية مع حركات إسلامية متشددة أدخلت البلاد في حمام دم.

كل هذا وغيره من مخاطر تحدق بنا، ألا تكفي حتى يخرج لنا زعيم اكبر قطر عربي على شاشة فضائية عربية ليزيد من تدهور الوضع بإطلاق تعميمات دون أي تحفظ تمس قطاعا كبيرا من الأمة؟ لصالح من تطلق هذه الأبواق دعوات التفرق والتشرذم؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ في حين أن الجامعة العربية تحاول أن تمد جسور الود والتلاحم مع بغداد. ألا يكشف لنا هذا سر غياب هذا «الزعيم» عن قمة الخرطوم الأخيرة؟