إذاً أصبح واضحاً ماذا يريد البعض ببحريننا... مجموعة صغيرة من الملثمين تذهب كل ليلة إلى إحدى المناطق السكنية، أو إحدى التقاطعات الاستراتيجية... يخرج بعض الملثمين ومعهم مواد حارقة، ليشعلوا النار في حاويات القمامة وإطارات للسيارات يأتون بها في سيارتين أو ثلاث التي يستخدمونها للوصول إلى المنطقة المستهدفة.
ولأن البحرين صغيرة جداً، فسرعان ما سيتحرك رجال الأمن بسرعة مذهلة نحو الحرائق، وهناك ستحدث الاختناقات المرورية أولاً، ومن ثم اختناق الناس عندما تستخدم قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع للسيطرة على الوضع.
الرموز الدينية والسياسية والاجتماعية المعروفة بثقلها في الساحة صرحت أكثر من مرة أنها ضد هذه الأعمال التخريبية التي تستهدف جر الساحة إلى المواجهة بين فئة من المجتمع وقوات الأمن. ولا يمكن لأحد أن ينكر ما قاله الشيخ عيسى قاسم وغيره من العلماء الأعلام الذين أعلنوا حرصهم على حماية مكتسبات الشعب، وإبعاد الوضع عن التصادم.
والحقيقة تقال أيضاً، إن وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ووكيل الداخلية الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة ورئيس الأمن العام عبداللطيف الزياني عملوا الكثير من أجل التواصل مع رموز المجتمع ومن أجل منع الانجرار نحو المواجهات، وهم مشكورون على كل ذلك، والجميع يقدر لهم محاولاتهم الالتقاء برموز المجتمع لايصال الرسالة التي كرروها بأنهم يودون الالتزام بالعمل السلمي، وعدم الانجرار نحو الاستفزاز والابتعاد عن تعطيل مصالح الناس، من دون الاضرار بحق التعبير عن الرأي بصورة مسئولة.
وزارة الداخلية أيضا اعتمدت خطة لتشغيل شرطة المجتمع، وهم افراد من المناطق السكنية يكونون قريبين من الناس، على أساس أن المجتمع يثق بأبنائه ويعتمد عليهم في رعاية الجانب الحياتي الاعتيادي الذي يسهل المعيشة من خلال توفير الأمن الأهلي. ولكن المشروع لم يكد يبدأ وإذا بمسلسل الحرائق يطرح أكبر تحد لنا جميعاً.
إن الجميع يعلم أن خيار المعارضة هو العمل السلمي فقط، وأن المجموعات التي تنفذ الحرائق ليست لها علاقة بأية جماعة معروفة المعالم، وهذا ما دعا الجميع لأن يتساءل عن الهوية الحقيقية والهدف الحقيقي لهذه النشاطات التخريبية.
ولو نظرنا إلى الموضوع من جانب آخر، فإن البحرين ومن يهتم بالشأن البحريني ينتظرون دخول المعارضة البرلمان - حتى لو كانت عندهم مؤاخذات عليه - من أجل انجاح المشروع الإصلاحي الذي بدأه جلالة الملك. وهناك أطراف سيتضررون فعلاً من دخول المقاطعين، ولذلك فإن افتعال الحرائق سيوفر سبباً، وربما ذريعة لمنع وصول ممثلي التحالف الرباعي وغيرهم من النواب الحاليين المخلصين إلى قبة البرلمان، وعليه فإن التحدي امامنا يقتضي التعاضد من أجل البحرين وأهلها
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1313 - الإثنين 10 أبريل 2006م الموافق 11 ربيع الاول 1427هـ