الانتخابات النيابية والبلدية على الأبواب... والناس الآن يستعدون لها... ناس تخطط للدخول في الانتخابات البلدية ودائماً ما تسأل عن الراتب والعلاوات والامتيازات، وناس تخطيطها منصب على الدخول في الانتخابات النيابية... ناس تقول إن عضو المجلس البلدي المنتخب تكون درجته تساوي وكيل وزارة مساعد، ورئيس المجلس البلدي تكون درجته تساوي وكيل وزارة... وناس تقول إن النائب رزته أكبر...
ناس عندها الاستعداد للدخول في انتخابات المجالس البلدية ولكنها في البداية تسأل عن الراتب وإمكان زيادته، وناس تجاوب وتقول إن الكلام اللي يدور عن خفض عدد الكراسي البلدية يقصد منه زيادة الرواتب لأعضاء المجلس البلدي من دون أن تتكلف الدولة أية إيضافات على الموازنة... وناس تقول إن تقليل عدد أعضاء المجالس البلدية يقصد منه تقليل سفراتهم للخارج، أو على الأقل تقليل أعداد المسافرين...
ناس لها خاطر في دخول الانتخابات البلدية ولكنها تصرح بأنها ستدخل في الانتخابات النيابية، فقط لأنها تريد المساومة على الكرسي البلدي من قبل الجمعيات التي لا تريد خسارة هذه المنطقة الانتخابية في مجلس النواب... وناس كل يوم لها تصريح... يوم ، سوف لن ندخل الانتخابات لأننا «زعلانين»، ويوم، سندخل الانتخابات بناء على رغبة الجماهير الغفيرة، ويوم، ما أدري وخلوني أفكر...
والناس في البحرين تصريحاتها كثيرة، غالبيتها حقيقية ومركزة وتدخل إلى العقل بسهولة، ولكن بعضها (يعني بعضها) لا يمكننا تصديقها... فمن يذوق حلاوة الكرسي من الصعب عليه أن يتخلى عنه بسهولة، إن لم يكن من المستحيل، ومن يتعود المشي مع المرافقين الحاملين للبشوت والتليفونات المبايل خاصته يصبح صعباً عليه أن يمشي لوحده من دون «بدي جارد»... لكنهم يتعززون حتى يعرفوا مكانتهم عند الناس...
والناس الذين يتعززون من الآن على الدخول في الانتخابات النيابية بالخصوص... يعتقدون بأنهم مهمون جداً سواء للناخبين أو للسلطة، وإذا قالوا لا نريد فإن الناس سيركضون لهم ويستعطفونهم (بليز ترشح روحك)... على كيفهم، هم صحيح مهمين ولكن ليس لجميع الناس... ومقابلهم هناك ناس يعملون من الآن بجد وهمة ونشاط، ودائماً ما يتساءلون ويسألون إن كان برنامجهم الانتخابي سيكون محبوباً من الجميع ويلاقي القبول عند الشريحة الكبيرة من عدد الناخبين في مناطقهم...
أما الناسات... وأقصد المترشحات الفيميلات... يعني السيدات الفاضلات... فهن أصبحن أكثر حضوراً من الرجال (على الأقل في الوقت الحالي) لأنهن بداية لعبنها صح، وتساعدن مع بعضهن منذ مدة ليست بالقصيرة، واستغللن إمكانات المجلس الأعلى للمرأة الذي أحضر لهن أشطر المحاضرين ليتعلمن منهم لعبة الانتخابات والترشحات والتصويت... وغالبية النساء المختارات للدخول في لعبة الانتخابات بدأن منذ مدة بالتحضير وعمل الزيارات وإلقاء المحاضرات في مناطقهن الانتخابية...
ناس من المترشحين للمجلس البلدي أو للمجلس النيابي هم من المنتمين لجمعيات... يعني أحزاب... وناس هم من المستقلين... الناس الذين من الجمعيات سيحصلون على دعم مادي كبير للصرف منه على حملاتهم الانتخابية... والناس المستقلون سيصرفون على هذه الحملات من جيوبهم الخاصة... ما حدا ببعض الناس المحسوبين على التيار الديني المتشدد ويرغبون في دخول لعبة الانتخابات من دون تزكية من جمعيتهم أن يعلنوا انفصالهم عنها، وانضمامهم لحزب أيديولوجي... فقط من أجل الدعم...
الناس المستقلون يسألون عن كيفية حصول الجمعيات على الأموال الكبيرة، والتي تسمح لهم بدعم كل مترشح من جمعيتهم بمبلغ ثلاثين إلى أربعين ألف دينار بحريني... والناسات المحترمات نشرن في إحدى الصحف المحلية طلبهن إلى المجلس الأعلى للمرأة بدعم حملاتهن الانتخابية... ما يعني أن هناك ناساً مدعومين، وناس غير مدعومين... والسؤال الذي يحير غالبية الناس هو: من هو الداعم ومن المدعوم؟...
ناس تقول إن المدعوم لابد أن يكون موالياً للداعم قبل أن يدعمه، وناس تقول لا لا... مو شرط... من الممكن أن يدعم الداعم المدعوم أولاً حتى يكون له موالياً... والناس اللي ما عندها دعم تضرب كفاً بكف وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، واحنه من يدعمنه؟... إما أن يكون الدعم للجميع، وإما ألا يكون... والدعم المادي لناس وناس يخل بمبدأ تكافؤ الفرص عند كل الناس... لكن هذي الكلام ما يمشي عند بعض الناس...
الانتخابات مثل الامتحانات، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان... وهذا يطبق فقط على الناس الذين يعتقدون بأن كراسيهم مضمونة..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1312 - الأحد 09 أبريل 2006م الموافق 10 ربيع الاول 1427هـ