العدد 1312 - الأحد 09 أبريل 2006م الموافق 10 ربيع الاول 1427هـ

إن أخلصكم لوطنه من ضحى لوطنه

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لم أكن أود ان ارد على تصريحات هنا أو هناك بحق طائفة أو فئة من المجتمع العربي، لولا ان الكثير من وسائل الاعلام اتصلت لتسأل وتطلب التعليقات.

بالنسبة لي، فإن أية جهة تتهم أية فئة، سواء كانت هذه الفئة (الضحية) من الشيعة أو السنة، من المسلمين او المسيحيين أو اليهود أو الهندوس أو غيرهم ، بأنهم يوالون قوى خارج مجتمعهم، فإن هذه الجهة - اذا كانت تصر على ما تقول - إنما تعبر عن إفلاسها السياسي أولاً وأخيراً، وسرعان ما تنقلب الطاولة وتنكشف كل الامور.

في التسعينات من القرن الماضي خرج أحد كبار حزب المحافظين البريطاني، واسمه نورمان تيبيت، ليتهم الآسيويين البريطانيين بأنهم من دون ولاء للمجتمع الذي يعيشون معه في بريطانيا، وانهم في حال كانت هناك مباراة «كريكيت» بين بريطانيا وباكستان، مثلاً، فانهم يؤيدون الفريق الباكستاني. وانطلق من هذا الحديث ليتهم الآسيويين البريطانيين بالولاء لقوى خارج بلدهم.

ما حدث لنورمان تيبيت بعد ذلك يعطينا فكرة عما سيحدث لأي شخص يقلده... فهذا الشخص كان يتصور نفسه أقوى شخص - في فترة من الفترات - بعد الزعيمة التاريخية للمحافظين البريطانيين مارغريت ثاتشر، ولكنه أصبح بعد ذلك التصريح المسيء «مسخرة» للمجتمع البريطاني، وانقلبت الطاولة عليه وأصبح «كماً مهملاً» لا يأبه الآخرون كثيراً بما قال أو سيقول.

وفي البحرين، فإننا لسنا بحاجة الى ان ندلل بأن جميع مكونات المجتمع أثبتت ولاءها لوطنها وضحت من أجله، على رغم أنف الحاقدين وعلى رغم أنف أية جهة حاولت اللعب على الوتر الطائفي أو العرقي. فالبحرينيون - شيعة وسنة وآخرين - هم الذين ثبتوا نظام الحكم، وهم الذين وقفوا معه في الاوقات الحرجة، وهم الذين رفعوا راية فلسطين، وهم الذين دافعوا عن حق مصر في تأميم قناة السويس، وهم الذين ناصروا المصريين قبل جمال عبد الناصر، وايام عبد الناصر، وحتى بعد عبد الناصر عندما تراجع دور مصر على المستوى العربي، بحيث أصبح حتى الشأن السوداني قضية دولية لا تستطيع أكبر دولة عربية التأثير فيه. مع كل ذلك وقف البحرينيون - شيعة وسنة - مع اخوانهم المصريين ولم يعتبروا ان اية فئة من الشعب المصري، سواء كانوا اقباطاً ام مسلمين، حكاماً أم محكومين، بأنهم يوالون الاجانب... بل على العكس، فأرض مصر الكنانة كانت ومازالت في قلب كل بحريني، سواء كان شيعياً أم سنياً، وعليه فإننا لا نتوقع من أية جهة كانت ان تشكك في اية فئة أو طائفة من أي مجتمع كان.

في الخمسينات من القرن الماضي انقلبت فتنة طائفية الى اكبر حركة وطنية وحدت الشيعة والسنة في البحرين، وهذا ما سيحدث باذن الله في كل ارجاء العالم العربي الذي يعاني من ضغوطات تحاول تفريقه والمساهمة في زيادة آلامه. فالمخلص لوطنه هو من ضحى ويضحي من أجله، وهؤلاء المخلصون من كل الفئات وكل الطوائف

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1312 - الأحد 09 أبريل 2006م الموافق 10 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً