أطلقت دول أوروبا على الدولة العثمانية قبل عقدين أو أكثر من انهيارها، لقب «رجل أوروبا المريض»، وذلك لأنها أكبر إمبراطورية إسلامية في التاريخ ضعفت وترهلت وأصاب الوهن أطرافها وامتد إلى قلبها، فأضحت هدفا لمطامع الطامعين، ومنهبا لهم على كل صعيد.
ما مناسبة هذا الكلام؟! طبعاً، وطننا العربي فنحن على وشك أن يطلق علينا «رجل العالم المريض»، فكل التقارير الطبية الصادرة عن الدول الغربية وخصوصاً أميركا تشير إلى حالتنا الصحية المتدهورة. فنحن ورثنا بعضاً من تركة العثمانيين، إذ بعض دولنا مازالت تقاوم التغيير وتحارب الإصلاح وتضطهد شعوبها. يأتي ذلك لكون حكوماتها قاربت أو بلغت «الشيخوخة» أو ربما ترهل وجهها وأصابتها أمراض كثر، تماما كتدهور صحة رئيسها أو حاكمها.
تقاسمتنا دول أوروبا بموجب اتفاق «سايكس بيكو»، وبتنا منذ ذلك الحين وحتى اليوم مدار ثراء واقتناص وقرصنة بين لصوص الأمم والدول. هم يجرون التسويات لاقتطاع أقسام من أراضينا لتوزع فيما بينهم مناطق نفوذ أو شطور أسواق.
غزونا، بخدعة أوهمونا خلالها بأنهم سيسهرون على راحتنا، فبدأنا بالاعتماد عليهم حتى في أتفه الأمور، تماماً كاعتماد بعضنا على «خدم المنازل». فربى «كرش» وطننا وقلت حركته، فخملت أطرافه وتجمدت. إلا أنه عندما أحس أن «عقد الخادمة» انتهى، فأرد استخدام أطرافه وجدها ذبلت ولا تستطيع الحراك. وعليه قرر تجديد «الإقامة للخادمة» لأنه لا استغناء عنها.
استضعفنا الغرب فوصفونا، كل بما يخدم مصالحه، واللوم هنا يلقى علينا، فنحن من رضينا وارتضينا لأنفسنا هذا المصير البائس. آن أوان التفكير بوقف مسيرة الانحطاط والتراجع، وآن أوان التخطيط والتدبير... يكفينا اغتصاب فلسطين وخراب العراق، فهل سنرضى بمغصوبة أخرى؟!
فرصتنا للصحوة يجب أن تكون اليوم، إذ مازلنا نملك طاقة غنية وفعالية قوية، لا مناص من استعمالها على نحو يخدم مصالحنا وتطلعاتنا، وربما يقودنا للوصول لحزام نشد به ترهل «كرش» وطننا العربي
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ