العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ

هل تلحق البحرينية قرينتها الكويتية؟

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

الخسارة التي منيت بها المرأة الكويتية في الانتخابات البلدية أخيراً، كانت إلى حد ما متوقعة أخذاً في الاعتبار أنها التجربة الأولى التي تخوضها المرأة هناك. والعيون تتجه حالياً إلى المرأة البحرينية، التي لا يمكن أن تتعذر مرة أخرى بحداثة التجربة، فقد سبق أن خاضتها مرة، أعقبتها أربع سنوات من الاستعداد الذي كان من المفروض أن تشحذ به جهودها لكسب الجولة الثانية من المعركة طويلة الأمد.

هل ستفوز المرأة البحرينية في الانتخابات المقبلة؟، سؤال يترقبه البحرينيون مثلما تترقبه جميع البلدان الخليجية، لأن فوزها هذه المرة، قد يشكل نموذجاً يضرب به المثل في تلك الدول الخليجية التي لم يسبق لامرأة فيها أن نجحت في عضوية برلماناتها بأصوات الناخبين.

ويمكن لنا أن نستحضر التجربة الكويتية الأخيرة، من أجل التعرف على أسباب الإخفاق الذي منيت به المرأة هناك، علنا نستفيد من المعلومات الواردة لتفادي أخطاء حصلت هناك، ولا بد أن تحصل هنا أيضاً، نظراً إلى التقارب المجتمعي.

فبحسب مراسل «الوسط» في الكويت، منيت المترشحة جنان بوشهري بالهزيمة في دائرتها، بناء على عدة عوامل، أولها «الغيرة النسائية»، وعلى رغم العدد الكبير من الأصوات النسائية في الدائرة، فان المترشحة لم تحصل إلا على نسبة ضئيلة من تلك الأصوات النسائية، في مقابل دعم نسائي واضح للمترشحين الرجال.

العامل الثاني، هو القبلية والطائفية التي سادت الدائرة، فبحسب المراسل أيضاً، تشتت الأصوات في الدائرة بين المترشحين «الشيعة»، فيما تحالفت قبيلة «العوازم» مع بعضها بعضاً الأمر الذي أدى إلى فوز مرشحها، وبين هذا وذاك، ضاعت المترشحة بوشهري.

سيناريو متكرر ومعتاد، فعلى رغم أن بوشهري ترشحت لمنصب تدعي أنها أهل له، لأنها مهندسة تعمل في البلدية، وعضويتها في المجلس البلدي ستأتي ضمن خبرة طويلة من صميم عملها، فإن هذه الخبرة لم تشفع لها أمام الطائفية، القبلية، والمجتمع الذكوري.

أغلق باب الانتخابات البلدية في الكويت في هذا العام، ومازالت المرأة الكويتية متفائلة بجولات أخرى تخوضها للوصول إلى كرسي البرلمان، أو البلدية، بينما فتح الباب على مصراعيه لنقاش أكبر وأكثر حدة تشارك المرأة البحرينية باعتبارها طرفاً فاعلاً فيه.

هل يمكن أن يتكرر السيناريو نفسه الذي حصل في الكويت، أو في العام 2002، هل يمكن أن يتخطى المجتمع البحريني هذا الحاجز ويصوت لمترشحة (امرأة)؟ وهل سنجد أسماء نسائية كفوءة «بكل ما تحمله الكلمة من معنى» تصلح لكي تكون نموذجاً لأول سيدة تقتحم قبة البرلمان البحريني بشرعية منحها إياها الدستور، وأصوات الناس؟ أسئلة متكررة، لكنها حرجة في هذا الوقت الحاسم، وخصوصاً أن الوقت يتلاشى شيئاً فشيئاً، والانتخابات تقترب، وحتى الآن لم نجد نموذجاً «حقيقيًّا» لمترشحة بهذه المواصفات، ولم نجد تياراً سياسياَ قرر قطعياً دعم امرأة معينة في دائرة معينة لأنها كفوءة، ولم نجد أيضاً أي تحرك فعلي يبين أن المرأة ستفوز في موقع ما، لأنها تستحق.

هل تلحق المرأة البحرينية قرينتها الكويتية إذاً، لتكرر السيناريو نفسه مرة أخرى؟

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً