أصبحت تقنية المعلومات والاتصالات اليوم من أهم المجالات التي تحظى باهتمام الدول بصرف النظر عن نظام إدارة الاقتصاد فيها، أو المنهج التنموي الذي اختارته. وتعد دبي إحدى المدن الرائدة التي أولت هذه المسألة الاهتمام الذي تستحقه، وبدأت دبي اليوم تجني ثمرات ما قامت بالتخطيط له من ما يربو على ربع قرن من الزمان. تشهد على صدق ذلك المشروعات الآتية:
1 معرض جايتكس، الذي أطفأ العام الماضي 25 شمعة، والذي أصبح يصنف دوليا كثالث أكبر معرض لصناعة المعلومات وبوابة الشرق الأوسط لهذه الصناعة. وقد استضاف جايتكس في العام 2005 نحو 1,163 عارضا يمثلون ما يربو على 2,724 شركة جاءت من ما يقارب من 61 دولة.
2 المناطق الحرة، ومن أبرزها منطقة جبل علي التي ترتكز على تجميع السلع الإلكترونية وذات العلاقة بصناعة الاتصالات والمعلومات والخدمات ذات العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بها.
3 مدينة دبي للإنترنت، دشنت في العام 1999، ويبلغ اليوم عدد الشركات العاملة نحو 600 شركة تعمل في صناعة البرمجيات، وتجميع نظم الحلول المتكاملة، وتصميم مواقع الويب، ومن خلال تعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمشروعات القائمة على الانترنت أصبحت المدينة حاضنة لرؤوس الأموال المستثمرة في مثل هذه المجالات.
4 واحة سليكون دبي، انطلقت هذه الواحة كذراع مكملة للمدينة في مطلع هذا القرن كمشروع رائد لصناعة أشباه الموصلات (Semiconductors) وتصنيع الرقائق الإلكترونية في المنطقة. ودشن الواحة مشروع استثمار مشترك بين حكومة دبي وشركة »إنتل« المعروفة وشركة استثمارية ألمانية بحجم استثمار قيمته 3,5 مليارات دولار.
5 مدينة دبي للإعلام، أصبحت اليوم من أهم المجمعات لصناعة الإعلام، وتحتضن المدينة ما يقارب من 1000 شركة تعمل في مجالات التسويق الإعلامي، الإنتاج الطباعي، والنشر والطباعة الإلكترونية، وإنتاج وتوزيع الأفلام، إلى جانب الإنتاج التلفزيوني، ومكاتب الفضائيات العربية والعالمية، ووكالات الأنباء.
6 قرية المعرفة، من نهاية المشروعات التي دشنتها دبي في مجال تقنيات الاتصالات والمعلومات، وتستقطب القرية رؤوس الأموال الجريئة (VC) إلى جانب تركيزها على مشروعات في مجال التعليم الإلكتروني والمستمر، وذلك من أجل تشجيع المواطنين والقوى العاملة المحلية على تطوير مهاراتها في هذه المجالات.
أخطأ بعض دول المنطقة حين حاول، وفي مرحلة متأخرة، منافسة دبي وكان الحري به عوضا عن ذلك التفكير في سياسة تتكامل مع ما قامت به دبي كي يستفيد منه ويبني عليه. لكن الفرصة لاتزال مؤاتية لمن أراد أن يتعظ بدلا من ان يكابر ويستمر في ارتكاب المزيد من الأخطاء التي لن توقف مسيرة دبي لكن ستلقي بظلالها القاتمة على من لا يحسن حتى فن التنافس
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ