يتمتع بنات وأبناء النظام في الصحافة المحلية بكثير من النرجسية المفرطة في كتاباتهم وكتاباتهن... التي لا تكف نفاقا واستخفافا بعقل القارئ البحريني، على رغم أن كلامهم وكلامهن... يوشك أن لا يؤثر إلا في فئة أو من هم في أعمارهم وأعمارهن، أي في سن الآباء أو بالاحرى يقربون على دخول مرحلة الجد والجدة. ولا عيب في ذلك خصوصاً أن الأجيال الحالية في غالبيتها قلما تقرأ الصحف اليومية، فلا تأبه بما يخطه هؤلاء وغير مكترثين بأخذ الأوامر أو حتى بإنجازاتهم وإنجازاتهن «الخطيرة» التي واقعا تكشف إفلاساً حقيقياً في كتابتهم وكتاباتهن. بل وجانباً كبيراً من نرجسية حب الذات التي لا يمكن لأحد أن يغفلها.

هذه المغازلة التي تلقى بين وقت لآخر من قبل هؤلاء من أجل تكبير ذاتهم المصون من خلال إظهار بعض المواقف العادية جداً وتضخيمها هي نتيجة حتمية لما أفرزه النظام من أصوات وأقلام في الصحافة أصبحت لا شعوريا لا تخجل مما تكتب.

فبعد مرور كل هذه السنوات أصبحت تمجد ذاتها على رغم أنها تحاول نقل صورة ومثال آخر، وبالمقابل يحصلون على عطايا من كل نوع، وذلك شكراً على رقصهم وتطبيلهم لكل ما قد يعيد لهم أيام سعدهم.

فهذه الأقلام الصفراء التي سبق وذكرتها في مقالات سابقة كانوا يمرحون على أنغام «قانون أمن الدولة»... أما هم اليوم فيزايدون على الديمقراطية والإصلاح السياسي، ويفتون فيها كما كانوا يفتون بعدم جدية تطبيقها في الحقبة التسعينية، إذ كانوا يهزأون بمن يطالب بالبرلمان وبالمناضلين الوطنيين الذين سقطوا ضحايا للظلم والقهر السياسي لأبناء الشعب الذين امتلأت أحشاؤهم بضرر هؤلاء الكتاب الذين فقدوا ما لديهم من حب لأهل البحرين، وذهبوا ينخرون في بلادنا الغالية بطائفيتهم وعنصريتهم البغيضة من خلال كتاباتهم السيئة المثيرة للشفقة.

لا أدري أي تكريم وتقدير يحصده هؤلاء النرجسيون المنافقون سوى أنهم افرازات لونية انتجها النظام؟ هذا الكلام قد يغضب... قد يضايق... ألم يحن الوقت أن يكفوا عن هذا الهراء اليوم عن تمجيد ذواتهم وانجازاتهم؟! فالمثل الذي يقال «من مدح نفسه أوكلنا له بركلة»، ينطبق على تلك الأقلام... أو ربما هلاك منتظر يسقطها كما أسقط لويس السادس عشر وماري انطوانيت في الثورة الفرنسية..