مشهد الانقلابات التي شهدتها نقابة طيران الخليج للمرة الثانية ليس مستغرباً في ظل وجود عدم استقرار داخل الإدارة وعدم تفاهم وفي ظل ازدواجية في التفكير بين فريقين متصارعين تؤثر عليهما أيديولوجيات مختلفة منها السياسية ومنها التبعية. المشهد الذي شهدناه يوم الخميس 30 مارس/ آذار الماضي من فصل سبعة من أعضاء النقابة كان متوقعاً في ظل تراكمات واحتقانات وصراعات بين فريقين الأول بقيادة رئيس النقابة السابق محمد خميس ونائبه خالد العرادي، والثاني بقيادة سلمان ميدان وسبعة من الأعضاء الذين رأوا ضرورة تدوير مناصب الإدارة لإنهاء المشكلة القائمة مع إدارة الشركة.
بالتأكيد، لا هذا الفريق ولا ذاك حققا شيئاً للعمال سوى ضعف الحركة النقابية في شركة طيران الخليج ما أثر سلباً وطوال الأعوام الماضية على الحفاظ على المكتسبات العمالية أو تحقيق شيء جديد، ما عدا خلافاتهم التي يتسابقون في نشرها على صفحات الصحف إبرازاً للعضلات فقط. الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين مطالب الآن بوضع حل جذري لهذه المشكلة حتى لا تنتقل العدوى إلى نقابات أخرى مهيأة لأن تشهد نفس هذه الصراعات، إذ ان هناك نقابات كثيرة مناعتها ضعيفة تجاه مثل هذه الآفات وسهل اختراقها وتدميرها.
دعوتنا إلى أعضاء نقابة طيران الخليج إلى الجلوس على طاولة الحوار ونبذ خلافاتهم ووضعها خلف ظهورهم، وفتح صفحة جديدة تؤمن بمبدأ الديمقراطية لا «الانقلابات» وتصيد زلات الآخرين، من أجل مصلحة عمال الشركة والحركة النقابية فيها، لا من أجل مصلحة شخصية أو فئوية
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1310 - الجمعة 07 أبريل 2006م الموافق 08 ربيع الاول 1427هـ