العدد 1310 - الجمعة 07 أبريل 2006م الموافق 08 ربيع الاول 1427هـ

امبراطورية... وحسب!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يؤكد المحرر في صحيفة «واشنطن بوست»، تشارلز كراوثامر، حقيقة مفادها «أنه منذ عهد روما، ما من بلد كان مهيمناً إلى هذه الدرجة ثقافياً واقتصادياً وتقنياً وعسكرياً»، وكان قد كتب في العام 1999، أن «أميركا تمسك بأطراف العالم مثل عملاق... فمنذ أن قضت روما على قرطاجة ما من قوة عظمى أخرى بلغت القمم التي وصلنا إليها».

أما رئيس مدرسة «كينيدي» بجامعة هارفرد ووزير الدفاع في عهد بيل كلينتون، جوزف س. ناي، فيبدأ كتابه الأخير على الشكل الآتي: «منذ عهد روما لم تقم أمة أزاحت غيرها من الأمم بهذا الشكل»، أما بول كينيدي، المؤرخ المعروف بأطروحته المتطورة في الثمانينات فيقول «لا الباكس بريتانيكا (السيطرة البريطانية)، ولا فرنسا النابليونية، ولا اسبانيا في ظل فيليب الثاني، ولا امبراطورية شارلمان، ولا حتى الامبراطورية الرومانية يمكن مقارنتها «بهذه الهيمنة الأميركية الحالية». مفكر يميني آخر هو داينش دي سوزا، الباحث في مؤسسة «هوفر» يذهب إلى أنه على الأميركيين أخيراً أن يعترفوا بأن بلادهم «قد أصبحت امبراطورية، والأكثر شهامة بين الامبراطوريات التي عرفها العالم فيما مضى»!

من جهة أخرى، يبدع BULOG .S PILIHP في توصيف الصورة السياسية للولايات المتحدة الأميركية في مقالته الأخيرة بالـ «ليموند ديبلوماتيك» (النزعة الامبراطورية)، وهو مفكر على جهة التضاد مع المستعرب المستنزف (تشومسكي)، ذلك الطامح لأن ينصبه العرب إلهاً جديداً، إن ما بين «تشومسكي» و«غولوب» حقيقة ووهم، فثمة حقيقة «القوة الأميركية»، و«وهم» النهايات التشومسكية، التي أثبتت الظروف تخلفها عن مسايرة الواقع العالمي يوماً بعد يوم.

الولايات المتحدة في طور النمو هذا لابد أن تتسم بالاضطراب، هذا الاضطراب له مظاهره السياسية التي تحفل الإدارة الأميركية بها كل يوم. الإدارة الأميركية تعيش حالاً من المراهقة السياسية في التأقلم مع واقعها وواجباتها الدولية، والأميركيون على هذه الحال تتقاذفهم نتائج مراكز الدراسات والبحوث الأميركية، ذلك أن هذه المراكز هي المصدر الرئيسي للقرار السياسي الأميركي، إلا أنها في الآونة الأخيرة بدأت لا تستقر على نتائج أو توصيات ثابتة، وهذا ما يجعل القرار السياسي الأميركي متصفاً بالتذبذب. أضف إلى ذلك إشكالية «سرعة البديهة» أو ما يسميه النقاد السياسيون حديثاً بـ «نقص الانتباه»، فالأميركيون تعوزهم «سرعة البديهة»، وهذه الإشكالية بالتحديد هي التي تسببت في الإحراج الدبلوماسي للولايات المتحدة في العراق حالياً.

لمحة... ما بين القيام بالمسئوليات الدولية لهذه الامبراطورية، وإيجاد التحريجة السياسية الدولية لهذه الامبراطورية منطقة إرباك يعيشها الأميركيون، وفي خضم هذا الإرباك «فرص سياسية» لا يدركها البعض

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1310 - الجمعة 07 أبريل 2006م الموافق 08 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً