في يوم أمس تلقيت رسالة رقيقة من رئيس مجلس الجودر... والكائن في المحرق...
حضرة الفاضل المكرم الشيخ سلمان بن صقر آل خليفة المحترم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...
نيابة عن مجلس الجودر أتقدم إليكم بخالص شكري وتقديري على زيارتكم لنا في مجلس الجودر مساء يوم الأحد 2 فبراير/ شباط 2006... وعلى مشاعركم النبيلة... ومواقفكم المشرفة تجاه عائلة الجودر... كم أشكركم على الحس الوطني الذي تتمتعون به... وتصديكم لقضايا المجتمع التي تمس حياة المواطن اليومية، والدفاع عن حقوقه... إن هذه الأخلاق ليست بغريبة على شخص مثلكم ينتمي إلى عائلة عريقة وكريمة... عرفت بالكرم والطيبة ومكارم الأخلاق... أسأل الله العظيم أن يمن عليكم بالصحة والعافية... ويوفقكم لخير ما تصبون إليه... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أخوكم... مبارك بن علي الجودر...
وأنا أيضاً أتقدم بالشكر الجزيل للأخ العزيز مبارك الجودر على هذه الرسالة الرقيقة... والمعبرة... وأشكر جميع عائلة الجودر سواء الذين كانوا موجودين في المجلس في تلك الليلة، أو الذين إن شاء الله سنراهم مستقبلاً... على حسن الضيافة، وعلى المعلومات القيمة التي حصلت عليها منهم...
في الواقع أن عائلة الجودر من العائلات المتجذرة في مملكة البحرين.. وكان حضورها إلى البحرين مصاحباً للكثير من العوائل العربية التي نزحت من شبه الجزيرة العربية قبل مئتين وثلاثين عاماً تقريباً... وفي تلك الليلة... وفي مجلسهم بالمحرق... استرجعت معهم الكثير من الذكريات التي حصلت لي مع الكثير من الأساتذة الذين أشرفوا على تعليمي في مدارس المحرق... وهم جميعاً من عائلتهم الكريمة... وكذلك وفي الليلة نفسها حصلت على عدة كتب أشرف عليها، أو كتبها الشيخ صلاح الجودر... عضو المجلس البلدي في مدينة المحرق.
بداية ذكرياتي معهم تمتد إلى العام الدراسي 1958 - 1959... وفي ذاك العام أدخلت إلى المدرسة الوسطى، في صف الروضة والذي كان في تلك الأيام يسبق الصف الأول ابتدائي... المدرسة كانت مقابلة لمنزلنا، وهي بالأساس كانت بيت الشيخ دعيج بن حمد بن عيسى آل خليفة... وكان هناك اثنان من المعلمين الأفاضل ينتمون لعائلة الجودر...
أحد هذين المدرسين هو سلمان الجودر... وكان رجلاً وسيماً جداً، وإنساناً رقيق الإحساس، وعادة ما يتكلم بهدوء واتزان، وطيب القلب، ولا يمد يده على الطلاب أبداً، وإضافة إلى ذلك كان صديقاً للمرحوم والدي ويأتي دائماً بصحبة عدد من المدرسين إلى مجلسنا المفتوح يومياً... يعني كان طيباً على الأخير ولم يمد يده عليّ أبداً... أما المدرس الآخر، فهو أحمد الجودر... وكان مدرساً شرساً في التعامل مع الطلاب، وهو طويل القامة مثل باقي رجال عائلة الجودر، وشكله يخوف، وعندما يدخل علينا في الصف يرعبنا كثيراً... يضرب هذا كفاً، ويصفع ذاك على مؤخرة رأسه، ويعطي الآخر «سلوكة» على رأسه... والعصاة لا تفارق يده أبداً... كان مرعباً لنا لآخر درجة، والكثير من الأطفال في صفنا كانوا يصيحون... فقط عندما يدخل.
وكان هناك في سوق المحرق دكان كبير يملكه المرحوم عبدالله الجودر... الدكان كان اسمه المكتبة العصرية... وهو يبيع الكثير من الكتب القيمة والمجلات... أنا كنت أتشارك مع أخي الكبير الشيخ أحمد في شراء المجلات الأسبوعية من هذه المكتبة، مثل مجلة سمير وسوبرمان، كما كنت أشتري للأهل مجلتي الكواكب وحواء المصريتين... وكنا نشتري من عنده أيضاً كتب الأغاني للمطربين المشهورين في ذالك الوقت، عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش (كانت تسمى كاتلوج) وهي التي استعيض عنها بـ «سي دي» الآن...
وفي العام الدراسي 1965- 1966، انتقلت إلى مدرسة الهداية الخليفية... وهناك تعرفت على الكثير من أبناء عائلة الجودر الكرام، والذين كانوا أصدقاء لي في صفوف الدراسة... والحمدلله أني ابتعدت عن المدرسين منهم... الذين كانوا معي في الدراسة كانوا فعلاً أصدقاء وعلى خلق كريم... أذكر منهم محمد بن يوسف الجودر، وهو الشقيق الأكبر للشيخ صلاح... وأذكر منهم الأخ العزيز أحمد الجودر... والآن أنا أحمل الكثير من الذكريات عن هذه العائلة الطيبة، والمترسخة الجذور في الأرض العربية الكريمة، التي لها الكثير من الفروع الباسقة في السماء، وأنا أقر هنا أنهم كانوا لي مدرسين وأصحاب فضل كبير... بارك الله فيهم..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1308 - الأربعاء 05 أبريل 2006م الموافق 06 ربيع الاول 1427هـ