من الظواهر الملفتة للنظر على الإنترنت ذلك النمو الفطري الذي بدأ يشهده حضور الصحافة الورقية اليومية على الإنترنت وترافق ذلك مع اتساع دائرة قرائها. جاء ذلك في دراسة حديثة قامت بها إحدى المؤسسات الأميركية التي لفتت النظر إلى اهتمام المؤسسات الصحافية الأميركية بحضورها الإلكتروني، بعدما لمست التحدي الذي بات يقف في وجه النسخ الورقية.
وتقول الدراسة الحديثة التي صدرت عن منظمة الصحف في أميركا (Newspaper Association of America) وهي مجموعة تجارية، بأنها اكتشفت بأن كل 1 من 3 من مستخدمي الإنترنت البالغ عددهم ما يربو على 55 مليون شخص يزورون المواقع الإلكترونية للصحف اليومية.
كما وجدت الدراسة أيضا أن معدلات الزوار الجدد (unique visitors) تتنامى بنسبة تصل إلى نحو 21 في المئة منذ يناير/ كانون الثاني حتى ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. وعلى نحو مواز ازدادت نسبة عرض الصفحات (page views) بنسبة 42 في المئة خلال الفترة ذاتها.
ما ينبغي التوقف عنده بشأن هذا الموضوع هو ما جاء على لسان أندرو سويناند نائب الرئيس التنفيذي لشركة ستاركوم حول العالم (Starcom Worldwide) وهي إحدى وكالات شراء المساحات الإعلانية إذ أكد أن في وسع الصحف الأميركية أن تبذل المزيد من الجهود من أجل حث خطاها لتطوير وتوسيع نطاق حضورها الإلكتروني على الإنترنت، إذ أن ذلك سيدعم إيجابيا توزيع نسخها الورقية. ولمح سويناند إلى الصعوبات التي لاتزال تكتنف محاولات شراء مساحات إعلانية إلكترونية في نسخ الصحف على الإنترنت من جراء الروتين الذي يحيط بها وانعدام القنوات المباشرة التي توصل بين زبائن مثل شركته وإدارة النسخ الإلكترونية من الصحف الورقية. وألمح سويناند إلى الاختلال في المستوى بين النسخ الورقية والحضور الإلكتروني لصالح الأول مؤكدا سلبيات مثل هذه الظاهرة.
بالطبع يتحدث سويناند عن مواقع صحافية إلكترونية متطورة نسبيا، تتوافر فيها الكثير من الخدمات التي باتت توفرها الإنترنت لمستخدميها. وبالتالي فهو غير معني بما تشهده الصحافة العربية التي لا يعدو حضورها تحويل النسخة الورقية إلى نسخة لينة (soft copy). بل أن البعض منها لايزال غير مقتنع بأهمية النسخة الإلكترونية ويعتبرها منافسا غير مرغوب فيه للنسخة الورقية وربما سببا في الحد من ترويجها، ولذلك نرى ذلك البعض يصدر نسخته الإلكترونية متأخرة بعض الوقت، ليضمن، حسب أوهامه، اقتناء القراء للنسخ الورقية.
باختصار، باستثناء بعض محاولات يتيمة، محدودة الخدمات، بدائية التصميم، مرهقة في التصفح، يصعب الحديث عن صحافة إلكترونية عربية على الإنترنت
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1308 - الأربعاء 05 أبريل 2006م الموافق 06 ربيع الاول 1427هـ